الخصال كتاب ألّفه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المشهور بالشيخ الصدوق(ت381هـ)، من أشهر فقهاء ومحدثي الشيعة، رتّب الكتاب ترتيباً على نظام عددي متدرّج، لم يسبق للمحدثين قبله ومعاصريه اختيار هذا النظام في التأليف.
يتحدّث الشيخ الصدوق عن سبب تأليف الكتاب، فيقول:
(أما بعد فإني وجدْت مشايخي وأسلافي - رحمة الله عليهم - قد صنفوا في فنون العلم كتباً وأغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الإعداد والخصال المحمودة والمذمومة، ووجدت في تصنيفه نفعاً كثيراً لطالب العلم، والراغب في الخير، فتقرّبْت إلى الله جلّ اسمه بتصنيف هذا الكتاب طالباً لثوابه، وراغباً في الفوز برحمته، وأرجو أن لا يخيبني فيما أملته ورجوته منه بتطوله ومنه، إنه على كل شيء قدير)[1].
محتويات الكتاب
تتنوّع مواضيع الخصال، من تبيان لأحكام الحلال والحرام والمسائل الأخلاقية، إلى غيرها مما يحتاجه الفقيه والأديب والمؤرّخ والمفسّر والواعظ، وهو مشتمل على ألفٍ ومئتين وخمسة وخمسين حديثاً.
عناوين الفصول
بدأ الشيخُ الكتابَ بباب "الواحد". وعند وصوله إلى الرقم "أربعمئة"، كان عنوان الباب: (عَلّم أميرُ المؤمنين (عليه السلام) أصحابَه في مجلسٍ واحدٍ أربعَمئةِ بابٍ مِمّا يصلح للمسلم في دينه ودُنياه)[2]، وقد استغرق 27 صفحة، في حديثٍ اشتمل على علومٍ في قضايا كثيرة وشؤون متنوّعة.
أعقبَ ذلك رواياتٌ فيها أعدادٌ ما بعدَ الألف، لينتهيَ الكتاب إلى الصفحة 652، وقد حوى آلافاً من الروايات الشريفة المُفسِّرة لآيات الكتاب العزيز، والمبيّنة لأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسُننهِ الشريفة، والمُدْرِجةِ لمئات المسائل الفقهيّة والاجتماعيّة والطبّية والأخلاقيّة والعلميّة والعقائديّة.. وغير ذلك، وتم توزيع كتاب الخصال عل ستةٍ وعشرين (26) باباً، وعُنوِنت بحسب الأرقام.
مجلة ولاء الشباب العدد (31)