أسلم أبو رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)

قال النبي (صلى الله عليه وآله): (يا أبا رافع، إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة، وإنّ مولى القوم من أنفسهم)[1].

أسمه وكنيته:

أبو رافع أسلم، غلبت عليه كنيته، واختُلف في اسمه، فقيل: أسلم، وقيل: إبراهيم.

ولادته:

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الأوّل الهجري.

صحبته:

كان(رضي الله عنه) من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله)، ومن أصحاب الإمامين علي والحسن(عليهما السلام).

جوانب من حياته:

* كان غلاماً للعباس بن عبد المطّلب، ثمّ وهبه للنبي(صلى الله عليه وآله)، ولمّا بشّر أبو رافع النبي(صلى الله عليه وآله) بإسلام العباس أعتقه.

* هاجر الهجرتين ـ إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب(عليه السلام)، وإلى المدينة المنوّرة ـ وصلّى إلى القبلتين، وبايع البيعتين ـ بيعة العقبة وبيعة الرضوان ـ وشهد مع النبي(صلى الله عليه وآله) أكثر حروبه.

* كان بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) إلى جانب الإمام علي(عليه السلام) ثابت العقيدة، وهاجر معه إلى الكوفة، واشترك في جميع حروبه، وعيّنه(عليه السلام) مسؤولاً عن بيت المال في الكوفة.

* رجع مع الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) إلى المدينة المنوّرة بعد شهادة الإمام علي(عليه السلام)، ولا دار له بها ولا أرض، فمنحه الإمام الحسن(عليه السلام) نصف دار أبيه في المدينة[2].

من أقوال النبي(صلى الله عليه وآله) فيه:

1ـ عن أبي رافع قال: ...ثمّ أخذ رسول‏ الله(صلى الله عليه وآله) بيدي فقال (صلى الله عليه وآله): (يا أبا رافع، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً، هو على الحقّ وهم على الباطل، يكون حقّاً في الله جهادهم؟ فمَن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمَن لم يستطع فليس وراء ذلك شي‏ء)

فقلت: اُدع لي إن أدركتهم أن يُعينني الله ويقوّيني على قتالهم، فقال(صلى الله عليه وآله): (اللّهم إن أدركهم فقوّه وأعِنه).

ثمّ خرج إلى الناس، فقال(صلى الله عليه وآله): (يا أيّها الناس مَن أحبّ أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي، فهذا أبو رافع، أميني على نفسي)[3] .

2ـ عن الحكم قال: «بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله) أرقم بن أبي الأرقم ساعياً على الصدقة، فقال لأبي رافع: هل لك أن تُعينني وأجعل لك سهم العاملين؟ فقال: حتّى أذكر ذلك للنبي(صلى الله عليه وآله)، فذكره للنبي فقال(صلى الله عليه وآله): (يا أبا رافع، إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة، وإنّ مولى القوم من أنفسهم)[4].

هنا النبي(صلى الله عليه وآله) ألحق أبا رافع ببيت الوحي والرسالة، وهذا شرف عظيم لأبي رافع.

من أقوال العلماء فيه:

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره): «وشهد مع النبي(صلى الله عليه وآله) مشاهده، ولزم أمير المؤمنين(عليه السلام) من بعده، وكان من خيار الشيعة، وشهد معه حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة)[5].

2ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي(قدس سره): «عتيق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، صاحب أمير المؤمنين بعده، ثقة)[6].

3ـ قال العلّامة الحلّي(قدس سره): (أبو رافع... ثقة... أعمل على روايته)[7].

روايته للحديث:

يعتبر من رواة الحديث في القرن الأوّل الهجري، فقد روى أحاديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والإمام علي(عليه السلام)، وأحد رواة حديث الغدير.

من أولاده:

1ـ عبيد الله بن أبي رافع، كاتب أمير المؤمنين(عليه السلام)، وهو أول من كتب في علم الرجال، حيث دون أسماء الصحابة الذين شايعوا علياً وحضروا حروبه وقاتلوا معه في البصرة وصفين والنهروان[8].

2ـ علي بن أبي رافع، كاتب أمير المؤمنين(عليه السلام)، صنّف كتاباً في فنون من الفقه: الوضوء والصلاة وسائر الأبواب.

من مؤلّفاته:

(السُنن والقضايا والأحكام) يشتمل على أبواب الفقه المختلفة، يرويه عن الإمام علي(عليه السلام).[9]

وفاته:

تُوفّي(رضي الله عنه) بعد عام 40ﻫ.

مجلة بيوت المتقين العدد (32)

 


[1] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج4، ص74.

[2] بحار الأنوار للمجلسي: ج32، ص306.

[3] بحار الأنوار: ج32، ص305.

[4] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج4، ص74.

[5] رجال النجاشي للنجاشي: ص4.

[6] رجال ابن داوود الحلي: ص31.

[7] خلاصة الأقوال للعلامة الحلي: 74.

[8] كليات في علم الرجال لشيخ جعفر سبحاني: ص57.

[9] الجامع للشرائع يحيى بن سعيد الحلي: ص6.