جامع السراي

جامع السراي

جامع السراي هو من جوامع بغداد الواغلة في القدم، العتيقة البنيان، بناه الناصر لدين الله العباسي في فترة خلافته الممتدة بين سنة 575 هـ، وسنة 622 هـ مقابل سوق العميد، في محلة من كبريات محال بغداد في ذلك الحين، يقال لها محلة سوق السلطان (نسبة إلى السلطان ملك شاه السلجوقي)، وكانت قريبة من باب السلطان الذي هو باب المعظم الآن، وتتصل بمحلة الجعفرية شرقاً وبمحلة نهر المعلى جنوباً والمدرسة المستنصرية.

جامع السراي وهو من المساجد التاريخية الشهيرة في منطقة الرصافة في بغداد- القشلة -، ويقع أمام دار الحكومة سابقاً، وكان مسجداً صغيراً، فلما أشرف على الخراب عمَّره أبو المعالي حسن باشا في أيام ولايته على بغداد، وزاد فيه مرافق متعددة، وصرف مبلغاً وافراً من المال على عمارته، فكان رصين البنيان، ومتين القواعد والأركان، ويلقب بجامع حسن باشا ويسمى أيضاً جامع الملك، ولقد صلى فيه جميع ملوك العراق في العهد الملكي، وللجامع ثلاثة أبواب، وأحد أبوابه سميت باب الملك غازي الأول؛ لأنها وضعت أيام تعميره للجامع، وتبلغ مساحته تقريباً 3000م2، ويستوعب 300 مصلٍ.

مكونات المسجد:

  يحتوي المسجد -فضلاً عن الحرم- على منارة، وقُبّة، ومنزل للخطيب، ورابطة علماء العراق (المقر الرئيس)، وفيه مصلى شتائي واسع، وعليه قباب رفيعة، معقودة بالجص والآجر، وليس فيه زخرفة، ولا نقوش، وفيه مئذنة شامخة مبنية بالحجر الكاشاني الملون، وفي فناء الجامع مصلى صيفي، عن يمين المصلى الشتائي أي في غربي المسجد، وفيه مدرسة لها مدرس واحد، وغرف يسكنها خدام الجامع، وله خمسة أبواب يدخل منها المصلون، وأيضاً يحتوي على حديقتين كبيرتين.

الإعمار والبناء:

  وفي سنة التالية لوفاة الخليفة الناصر، قام ابنه الظاهر بأمر الله -الذي تولى الخلافة سنة واحدة (622 - 623 هـ) (1225 - 1226م) واشتهر بأعماله العمرانية- بإتمام ما بدأ فيه أبوه، فنقل إلى المسجد المذكور الكتب النفيسة والمصاحف الشريفة التي أضفت إلى الجامع رونقاً وجمالاً. وبقي المسجد على هذه الحال حتى ما بعد سقوط بغداد سنة 656 هـ على أيدي المغول.

وفي الأيام الأخيرة جرت على الجامع المذكور تغييرات عدة وتعميرات طفيفة، منها: إغلاق إحدى أبوابه المفضية إلى الزقاق الذي خلفه، ومنها: إلغاء جهة التدريس التي كانت فيه، وفي عام 1927م قامت دائرة الأوقاف بترميم بعضه، وفي عام 1932م، انتقلت اليه الدائرة المذكورة، شاغلة بذلك القسم الغربي من فنائه، وبعد احتلال العراق، قام ديوان الوقف بالاهتمام المباشر بالجوامع الآثارية، ولاسيما جامع السراي، إذ قامت الدائرة الهندسية في الديوان بصيانته وتطويره ثلاث مرات ما زاده جمالاً.

المصدر: بيوت المتقين (57) شهر ذي القعدة 1439هـ