مع كل تغيّر وتطوّر في مجتمع ما يعيش أفراده حالة نفسية واجتماعية في كيفية قياس المفاهيم والأفكار الجديدة للإنسان الذي تبلورت شخصيته على مفاهيم وأفكار أخرى، والجمع بين حياة الماضي وحياة الحاضر ليس بالأمر السهل عادة، خصوصاً إذا حصل الاختلاف في الرؤية لتلك الحياة، فقد يؤدي إلى صراع اجتماعي تترتب عليه مشاكل خاصة وعامة.
إن أكثر ما يقع في الحيرة والصعوبة في تشخيص الصحيح من غيره في هذا الأمر هي المرأة، فتقع عليها الأنظار والأفكار الثقافية والفكرية والتربوية، لأنها في جميع المجتمعات تمثل ركناً مهماً في بنائها شكلاً ومضموناً.
وفي ظل معطيات هذا العصر، من الفخر والعزة بمكان أن تجد المرأة المسلمة تحافظ على مبادئ وقيم مجتمعها، تلك المتصلة بعقيدتها ودينها وعفتها وحشمتها، فقد وجدناها أماً وزوجةً وأختاً وابنةً، تعطي كل عنوان حقه، لا يقلّ الخير منها، ولا يغيب عنها الفضل.
وربما وجدناها عاملة موظفة في نهارها بوظيفة تناسب طبيعتها، وتحفظ حشمتها، وأيضاً هي لا تقضي بقية اليوم في النوم والكسل؛ بل تقوم بواجبات بيتها وبعلها، تعطر أجواء الأسرة بالصلاة والدعاء دون خمول وإهمال، فحياتها - صباحاً ومساءً- كلها إنجاز.
ووجدناها تشارك مجتمعها الأفراح والمناسبات، ويكون لها وجوداً مميزاً، فلم يغرّها ما تفعل النساء أمام ما تفهم هي من واجباتها الأخلاقية في تجمعات النساء.
ووجدناها تذهب للسوق، وهي مهتمّة بالحشمة، وتخرج من بيتها لحاجاتها، (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)[1]، وهي ملتفعة بقوله تعالى: (لَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)[2].
ووجدناها مدركةً أن الحياة الدنيا ليست مكاناً للسعادة التامة، ولا الطمأنينة الدائمة، فتكون صابرة على كدرها وألمها وبلائها.
كما وجدناها فاهمةً أن قوة الأمة تنطلق منها، وأن هجوم الأعداء ينصب عليها، وهي تعالج ذلك بالفطنة والحذر.
فهل أنت أيتها العفيفة من هذا النوع من النساء؟
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (58)