مسجد الخميس أقدم مسجد في البحرين

مسجد الخميس أقدم مسجد في البحرين

البحرين تشتهر بتراث اللؤلؤ، ولكنها تتميز أيضاَ باحتضانها أحد المعالم المهمة في التراث الإسلامي؛ أي مسجد الخميس الذي يتميز بكونه أقدم مسجد شُيّد في البحرين، وأحد أقدم المساجد في العالم العربي، ولكن ما السبب وراء تسميه المسجد بهذا الاسم؟

سبب التسمية:

تعود تسمية المسجد إلى سوق الخميس التي كانت تُقام في موقع المسجد، إذ أن الحركة التجارية كانت تعتبر المساجد الفضاء الاجتماعي الأول، وليس من ناحية دينية فقط.

ويُشار إلى المسجد أيضاً باسم مسجد المنارتين نسبة إلى منارتيه التوأم.

والمنارتان كانتا عنصر جاذب لزوار البحرين قديماً، إذ استطاع الأشخاص التعرف إلى هذا المعلم من الشاطئ، عندما كان البحر أكثر قرباً من موقع المسجد. 

تاريخ البناء:

تعددت الفرضيات حول تاريخ تأسيس المسجد وهويته، إلا أن المرجّح أنه لم يُبنَ في فترة واحدة بل على فترات، كما تعددت أدواره عبر التاريخ؛ ففي فترة بُنِيَ ليكون مركزاً دينياً وسياسياً حيث انطلقت منه ثورة عارمة ضد القرامطة، ولم تهدأ إلا بزوال القرامطة كلياً من البحرين، وبذلك يتحول المسجد لرمز فهو المسمار الأول الذي دق في نعش قرامطة البحرين. وتمر السنون ويعاد بناء المسجد بصورة أضخم ليتحول بعدها لما يشبه مقر حكم ومدرسة تعليمية.

ويرجَّح بناء المسجد في عام 692 ميلادياً، حسب ما هو مذكور في هيئة البحرين للثقافة والآثار.

بلاطة المحراب:

بُني المحراب من الحجر الجيري، وقد تم اكتشاف لوح خلال ترميم المسجد ويُعتقد أن يكون قد أُنشئ في القرن 12. نُقشت آيتان قرآنيتان هما الآية 34 و35 من سورة الأنبياء (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[1]، والتي تُستخدم عادة على شواهد القبور.

موقع المسجد:

بالإضافة إلى كونه أقدم مسجد شُيّد في البحرين، تكمن أهمية الموقع الأثري بتواجده في منطقة تاريخية في البلاد، والتي كانت - عنصراً أساسياً للتجارة والاقتصاد في البحرين في تلك الحقبة -.

بحسب المعطيات الآثارية الحالية، يتضح أن المركز التجاري الرئيسي في البحرين أُسس في منطقة الخميس في القرن الثامن الميلادي دون تحديد دقيق لتاريخها.

عثر في أقدم طبقة آثارية على أنواع مختلفة من الفخار، قرابة 60% من هذا الفخار هو فخار مستورد من العديد من المناطق، مثل إيران والعراق وعمان والهند والصين وغيرها، مما يدل على إن البلاد القديمة في هذه الحقبة تمثل مركز تجاري مرموق.

وتشير بقية النتائج أن هذه القرية كانت تدين بدين الإسلام حيث عثر بالقرب من مسجد الخميس على قطعة فخار، يعود تاريخها للقرن الثامن الميلادي، وقد نقش عليها جزء من البسملة، ويمكننا هنا أن نتصور أن منطقة كالبلاد القديم بهذه الأهمية في بلد دخل الإسلام في القرن السابع الميلادي، لا بد أن يكون بها مسجد مبني يليق بمركزها في جزيرة أوال. فهل التنقيبات الآثارية تؤكد على ذلك؟ هناك من يرجّح ذلك، إلا أنه لا يمكن التأكيد عليه بصورة مطلقة.

ومن العناصر الأساسية التي ما تزال موجودة في الموقع، هي آثار العين التي كانت تُستخدم للوضوء.

وتُعد شواهد القبور المحيطة بالمسجد من أهم عناصر الموقع الأثري، وهي تتزين بنقوش إسلامية أتاحت التعرف إلى أسماء الأفراد، والخطاطين الذين قاموا بالعمل عليها.

المصدر: بيوت المتقين (80) شهر محرم الحرام 1442هـ

 


[1] الأنبياء: 34.