آداب التعامل مع الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

ذَكرتْ الروايات أن أعمالنا تُعرَضُ على الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فيحزن للسيئات، ويفرح للحسنات، لذلك علينا أن ننظر في أعمالنا قبل أن تصل إلى محضر صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؛ من أجل أن يكون المؤمن بالمستوى اللائق في محضره المقدس، ولا بد من إنشاء عرى ارتباط وتواصل مع إمام الزمان عن طريق مجموعة من الآداب:

1 - مبايعته: فقد ورد في دعاء العهد: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هَذَا ومَا عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي عَهْداً وعَقْداً وبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لَا أَحُولُ عَنْهَا ولَا أَزُولُ أَبَداً).

2 - إظهار الشوق لرؤيته: فقد علّمَنا أهل البيت (عليهم السلام) أن ندعو الله لرؤيته ففي دعاء العهد: (اللّهُمَّ أرِني الطَّلْعَة الرَّشیدَة والغرة الحَمیدَة وأکحَل ناظري بِنَظَرَة مِنّيإلَیهِ مني إليه).

3 - الثبات على ولايته: فعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جلَّ جلاله فيقول: عبيدي وإمائي، آمنتم بسرّي وصدّقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي، حقاً منكم أتقبّل وعنكم أعفو ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي)[1].

4 - الاغتمام والبكاء على فراقه: عن الإمام الصادق (عليه السلام): (وَالله لَيَغيبَنَّ إمامُكُم سِنينا مِن دَهرِكُم، ولَتُمَحَّصُنَّ حَتّى يُقالَ: ماتَ، قُتِلَ، هَلَكَ، بِأَيِّ وادٍ سَلَكَ ؟ ولَتَدمَعَنَّ عَلَيهِ عُيونُ المُؤمِنينَ)[2].

5 - الدعاء له: لا سيما دعاء الفرج المشهور: (اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ، الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ.....)

6 - زيارته: لا سيما زيارةآل ياسين الواردة عنه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) حيث يعلمنا فيها كيف نشعر بحضوره فنقول: (السَّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَقُومُ، السَّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَقعُدُ، السَّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَقرَأُ وَتُبَيِّنُ، السَّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقنُتُ، السَّلَامُ عَلَيكَ حِينَ تَركَعُ وَتَسجُدُ)

7 - التوسّل به إلى الله سبحانه: سواء في أمور الحياة الدنيا أو في أمور الآخرة. وقد ورد توسل بالإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف): (اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إِلّا أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى جَميعِ أَمُورِي وَكَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ مُؤْذٍ وَطاغٍ وَباغٍ...)[3].

8 - القيام عند ذكر اسمه: لا سيما عند ذكر لفظ (القائم) فقد ورد أنه ذكر اسمه المبارك (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في مجلس الإمام الصادق (عليه السلام) فقام تعظيماً واحتراماً له[4].

وروي أيضاً عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قام في مجلسه بخراسان عند ذكر لفظة القائم ووضع يده على رأسه الشريف وقال: (اللهم عجّل فرجه وسهّل مخرجه)[5].

9 - الصلاة عليه: ورد في مصباح الزائر ص‏420: (اللهم صلِّ عليه صلاة تظهر بها حجته وتوضح بها بهجته وترفع بها درجته وتؤيد بها سلطانه وتعظم بها برهانه وتشرِّف بها مكانه، وتعلّي بها بنيانه، وتعزُّ بها نصره، وترفع بها قدره، وتسمي بها ذكره، وتظهر بها كلمته، وتكثّر بها نصرته، وتعزُّ بها دعوته، وتزيده بها إكراماً، وتجعله للمتّقين بها إماماً، وتبلغه منا تحية وسلاماً).

10 - التصدّق عنه: فقد ورد في دعاء التصدّق حين السفر: (اللهم إن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد عجل الله فرجه، وصل عليه بين أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره)[6].

مجلة ولاء الشباب العدد (44)

 


[1] البحار: ج‏52، ص‏145.

[2] مستدرك الوسائل، المحدّث النوري: ج12، ص285. 

[3] بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج‏94 ص‏35.

[4] ينظر: منتخب الأثر، لطف الله الصافي: ص‏506.

[5] المصدر السابق.

[6] النجم الثاقب، النوري، حسين: ج2، ص472.