المساجد الّتي أمر الله تعالى بتعظيمها هي بيوت الله، بل إنّما أمرنا بتعظيمها لأنّها بيوت الله، ففي الرواية عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العلّة في تعظيم المساجد، فقال: «إنّما أمر بتعظيم المساجد لأنّها بيوت الله في الأرض»[1].
يتربع مسجد (وزير خان) المشيد في عهد سلطنة مغول الهند بالقرن السابع عشر الميلادي بولاية (البنجاب) في باكستان، على رأس المواقع التي تستقطب الزوار بفضل هندسته المعمارية الفريدة وزخرفاته الرائعة.
تاريخ وبناء المسجد:
بدأ بناء المسجد عام 1634م في عهد السلطان شاه جهان، الذي ترك معالم مهمة للغاية مثل (تاج محل) و(مسجد الجمعة) و(القلعة الحمراء)، في مناطق مختلفة من شبه القارة الهندية.
استغرق بناء المسجد نحو 7 أعوام، وسمي باسم حاكم البنجاب في تلك الفترة، حكيم علم الدين أنصاري، المعروف بـ (وزير خان).
ويقع المسجد قرب قلعة لاهور، واستخدم لتقديم تحية الجمعة من قبل سلاطين مغول الهند أثناء وجودهم بالمنطقة.
ويمتاز بامتلاكه أربعة منارات مثمّنة الزوايا، وفناء واسعاً، وخمسة قباب، وزخرفات عديدة ومتنوّعة.
ويضم فناء المسجد 32 غرفة صغيرة على شكل خلية مخصصة للطلاب عند بناء دار العبادة، إضافة إلى حوض الوضوء الذي يبرز في العديد من مساجد مغول الهند في شبه القارة.
كما يحتضن الفناء ضريح عالم الدين الصوفي سيد محمد إسحاق غازروني، المعروف باسم ميران بادشاه، والذي هاجر من إيران في القرن الثالث عشر.
علاوة على ذلك، يضم المسجد سوقاً للخطّاطين، وحمّاماً.
وتحوي قباب المسجد القائم منذ مئات السنين، آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى، وأشكالا هندسية، وزخارف ملونة لأنماط زهور وأشجار، ما تجعله وجهة مميزة للسياح المحليين والأجانب.
ويقدم المسجد مكانا هادئاً للراغبين في الابتعاد عن ازدحام الشوارع الضيقة القريبة منه، وعن أصوات أبواق عربات نقل الركاب.
والمسجد الواقع في مدينة لاهور، مدرج على القائمة المؤ قتة للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).
المصدر: بيوت المتقين (87) شهر شعبان 1442هـ