التناقض بين صلح الحسن وحرب الحسين (عليهما السلام)

يتبادر إلى ذهن البعض بعض الشبهات حول سلوك الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في أداء أدوارهم المنوطة بكل واحد منهم.

من هذه الشبهات ما أثاره البعض من أن الحسن (عليه السلام) صالح معاوية بينما الإمام الحسين (عليه السلام) اختار الحرب على قلة أصحابه، فلابد أن يكون أحد الإمامين على الحق، والآخر على خلافه وإلا يكون جمعاً بين النقيضين.

والجواب على هذه الشبهة لا يحتاج إلى تأمل كثير، فإن الثابت أن الإمام الحسن(عليه السلام) انهار جيشه بسبب الخيانات من بعض القادة، حتى وصل الأمر إلى التآمر على تسليم الإمام الحسن(عليه السلام) نفسه إلى معاوية، وأدرك(عليه السلام) هذه المؤامرة وكان أمامه خياران: إما الاستسلام المذل أو الصلح الكريم، فاختار الثاني على الأول...وأما الإمام الحسين(عليه السلام) فهو قد خرج ثائرا برجال قلوبهم كزبر الحديد وقد حقق بثورته وأنصاره ما أذهل الدنيا من صنوف البطولة والشجاعة والإباء... فشتّان بين موقف الإمام الحسن(عليه السلام) وموقف الحسين(عليه السلام).

ثم أننا من جهة ثانية لا نحكم بالتناقض ولا أن أحد الموقفين كان على حق والآخر كان على الباطل، من باب أننا نعتقد بعصمة جميع الأئمة (عليهم السلام) كاعتقادنا بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) في سلوكه في حياته، فقد اضطر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى صلح الحديبية مع المشركين، وفي موارد أخرى اختار الحرب، فلا وجه لشبهة التناقض فيه لاختلاف الموارد.

المصدر: مجلة اليقين، العدد (23)، الصفحة (10).