سليل الدوحة المحمدية البيضاء، الراضي بالقضاء والقدر، غريب الغرباء، الامام الثامن من أئمة أهل البيت (عليهم السلام): علي بن موسى (عليه السلام) .
ابوه راهب آل محمد (عليه السلام)، صاحب المقامات المشهودة والخصال المحمودة، الذي بلغت به الكرامة مبلغا ان جعل الله زيارة قبره كزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام)، روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: (من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبر أمير المؤمنين (عليه السلام))[1].
اما أم الإمام الرضا (عليه السلام) فهي نجمة، ويقال إن أسمها تكتم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، ولها من الله تعالى كرامة خاصة، فقد ورد أن حميدة - أم الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما اشترت نجمة، رأت في المنام رسول الله (عليه السلام) يقول لها: (يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى، فانه سيولد له منها خير أهل الارض) فوهبتها له، فلما ولدت له الرضا (عليه السلام) سماها الطاهرة.
ولد (عليه السلام) في الحادي عشر من ذي القعدة سنة 148هـ في المدينة المنورة، وقد ورد أن ولادته بحد ذاتها كانت كرامة من الله تعالى، بما يليق بعلو شأنه وعظيم منزلته، فقد روي عن أم الإمام (عليه السلام): (لما حملتُ بابني علي، لم اشعر بثقل الحمل وكنت أسمع منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني، فيفزعني ويهولني فإذا انتبهت لم اسمع شيئا فلما وضعته وقع الأرض واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم فدخل إلى أبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال لي: (هنيئا لك يا نجمه كرامة ربك) فناولته إياه في خرقه بيضاء فأذّن في أذنه الأيمن وأقام في الأيسر ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم رده إلي فقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه) [2]
محنة الإمام (عليه السلام):
لقد مر الإمام الرضا (عليه السلام) في حياته بمرحلة حرجة جدا لم تمرّ بغيره من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) جميعا، لأن سلوك المأمون العباسي كان يمتاز في بالظلم المستور بالمكر والحيلة، إذ لم يكن يظهر العداء لآل البيت (عليهم السلام) علانية أمام الملأ بسبب الظروف السياسية التي مرّ بها سلطانه.
فمن الخطوات المهمة التي سار بها المأمون لتدعيم أركان حكمه.. إجباره الإمام (عليه السلام) على توليّ ولاية العهد بعده، لمعرفته بالمكانة العظيمة التي يحوزها الرضا (عليه السلام) في قلوب أتباعه، بل في قلوب عامة المسلمين.
ولما كان (عليه السلام) يأبى ذلك، فقد ألحّ المأمون عليه مرة بعد أخرى، حتى بلغ به الأمر أن هدده بالقتل إن رفض ذلك، فوافق الإمام (عليه السلام) مُكرهاً، وقد روي عنه في ذلك قوله: (اللهم إنك نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة، وقد أُكرهتُ واضطُررت، كما أشرفت من قبل عبد الله المأمون على القتل متى لم أقبل ولاية عهده، وقد أكرهت واضطُررت كما اضطُر يوسف ودانيال (عليهما السلام) ، قَبِل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه، اللهم لا عهد إلا عهدك، ولا ولاية لي إلا من قبلك، فوفقني لإقامة دينك وإحياء سنّة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) فإنك أنت المولى والنصير، ونعم المولى أنت ونعم النصير) فَقَبل الإمام بولاية العهد وهو باكٍ حزين.
ولكن، استطاع الإمام الرضا (عليه السلام) ان يحوّل هذا الواقع المؤلم إلى وسيلة تفضح بغي المأمون ومكره، فقد اشترط في قبوله بالأمر أن لا يوليَّ أحدا ولا يعزل أحدا ولا يغيّر رسما ولا سنّة، ومن الواضح أن قبول منصب دون عمل إنما هو تصريح واضح بكراهته له، وأنه مجبر على تقلده، لأن من يسعى إلى تولي سلطانٍ ما لابد أن يخوض أعماله، لا أن ينال اسمه فحسب.
كما أن الإمام الرضا (عليه السلام) استطاع أن يحتك بأكبر قدر بالناس، فتعرفوا عليه عن كثب، وبخاصة في انتقاله إلى بلاد بعيدة عن حاضرة الإسلام الأولى –المدينة المنورة- ومما يدل على ذلك ما ورد عن إسحاق بن راهويه، قال: (لما وافى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) نيسابور، وأراد أن يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فقالوا له: يا بن رسول الله، ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك، وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه، وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن عذابي. فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها، وأنا من شروطها)[3].
شهادته (عليه السلام):
ولما انقلب مكر المأمون عليه بحكمة الامام الرضا (عليه السلام) وتأييد الله تعالى له، وجد أن لا مفر إلا أن يكتم تلك الأنفاس الطاهرة ليأمن على دنياه وسلطانه، فاحتال لذلك باتباعه سنة آبائه الضالين، فدس السم للإمام (عليه السلام) في طعامه.
روي عن محمد بن الجهم أنه قال: كان الرضا (عليه السلام) يعجبه العنب، فأخذ منه شيئاً فجعل في موضع أقماعه الإبر أياماً، ثم نزعت منه، وجيء به إليه فأكل منه وهو في علته فقتله.
وورد في خبر: إن المأمون أمر عبد الله بن بشير أن يطول أظفاره، وأخرج إليه شيئا كالتمر وقال: اعجن هذا بيدك جميعا، ثم أمر للرضا (عليه السلام) بالرمان، وأمر لابن بشير أن يعصره بيده، ففعل، وسقاه المأمون للرضا بيده.
وروي عن أبي الصلت الهروي أنه قال: دخلت على الرضا وقد خرج من عند المأمون، فقال: (يا أبا الصلت قد فعلوها) وجعل يوحد الله ويمجده.
ارتحل الإمام الرضا (عليه السلام) إلى جوار ربه في السابع عشر من شهر صفر عام 203هـ مظلوما مهضوما، فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
زيارة الامام الرضا (عليه السلام)
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الْاَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، وَاَنَّهُ سَيِّدُ الْاَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَسَيِّدِ خَلْقِكَ اَجْمَعينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها غَيْرُكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤمِنينَ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِبٍ عَبْدِكَ وَاَخي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانَ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ وَاُمِّ السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أهل الْجَنَّةِ، الطُّهْرَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ، سَيِّدَةِ نِساءِ أهل الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها غَيْرُكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أهل الْجَنَّةِ الْقائِمَيْنِ في خَلْقِكَ، وَالدَّليلَيْنِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانَيِ الدّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَيْ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَبْدِكَ الْقائِمِ في خَلْقِكَ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ، وَدَيَّانِ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ سَيِّدِ الْعابِدينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَخَليفَتِكَ في اَرْضِكَ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ اَجْمَعينَ الصَّادِقِ الْبارِّ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَبْدِكَ الصَّالِحِ وَلِسانِكَ في خَلْقِكَ النَّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ الْقائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدَّاعي اِلى دينِكَ وَدينِ آبائِهِ الصَّادِقينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها غَيْرُكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ الْقائِمِ بِاَمْرِكَ وَالدَّاعي اِلى سَبيلِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعامِلِ بِاَمْرِكَ الْقائِمِ في خَلْقِكَ وَحُجَّتِكَ الْمُؤَدّي عَنْ نَبِيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ، الْمخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ الدَّاعي اِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ الْقائِمِ في خَلْقِكَ صَلاةً تامَّةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ بِها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ في الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَاُوالي وَلِيَّهُمْ وَاُعادي عَدُوَّهُمْ، فَارْزُقْني بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّي بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا والْآخِرَةِ وَاَهْوالَ يَوْمِ الْقِيامَةِ.
ثمّ تجلس عند رأسه وتقُول:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله في ظُلُماتِ الْاَرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صِفْوَةِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِسْماعيلَ ذَبيحِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيٍّ وَلِيِّ الله وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أهل الجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الْاَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْبارّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبارُّ التَّقِيُّ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ الله حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ تنكبّ على القبر وتقول:
اَللّهُمَّ اِلَيْكَ صَمَدْتُ مِنْ اَرْضي وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْني وَلا تَرُدَّني بِغَيْرِ قَضاءِ حاجَتي، وَارْحَمْ تَقَلُّبي عَلى قَبْرِ ابْنِ اَخي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا مَوْلايَ اَتَيْتُكَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمَّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسي، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري، فَكُنْ لي شافِعاً اِلَى الله يَوْمَ فَقْري وَفاقَتي فَلَكَ عِنْدَ الله مَقامٌ مَحْمُودٌ وَاَنْتَ عِنْدَهُ وَجيهٌ.
ثمّ ترفع يدك اليُمنى وتبسط اليُسرى عَلى القبر وتقول:
اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِوِلايَتِهِمْ، اَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَهُمْ، وَاَبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَهُمْ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَاتَّهَمُوا نَبيَّكَ، وَجَحَدُوا بِاياتِكَ، وَسَخِرُوا بِاِمامِكَ، وَحَمَلُوا النَّاسَ عَلى اَكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِالْلَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالْبَراءَةِ مِنْهُمْ في الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يا رَحْمنُ.
ثمّ تحوّل عند رجليه وتقُولُ:
صَلَّى الله عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ، صَلَّى الله عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، صَبَرْتَ وَاَنْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ، قَتَلَ الله مَنْ قَتَلَكَ بِالْاَيْدي وَالْاَلْسُنِ.
ثمّ ابتهل في اللّعنة على قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى قتلة الحسن والحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسُول الله، ثمّ تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ ركعتين تقرأ في احداهما يس وفي الاُخرى الرّحمن وتجتهد في الدّعاء والتّضرّع وأكثر من الدّعاء لنفسك ولوالديك ولجميع اخوانك من المؤمنين وأقم عند رأسه ما شئت ولتكن صلوتك عند القبر.