1 - عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عليه السلام) عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (اتَّقُوا الله وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قَالَ: (إِيَّانَا عَنَى)[1].
2 - عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام) قَالَ: سَأَلْتُه عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، قَالَ: (الصَّادِقُونَ هُمُ الأَئِمَّةُ والصِّدِّيقُونَ بِطَاعَتِهِمْ)[2].
3 - عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله): (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا حَيَاةً تُشْبِه حَيَاةَ الأَنْبِيَاءِ، ويَمُوتَ مِيتَةً تُشْبِه مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ، ويَسْكُنَ الْجِنَانَ الَّتِي غَرَسَهَا الرَّحْمَنُ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيّاً ولْيُوَالِ وَلِيَّه، ولْيَقْتَدِ بِالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِه، فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي خُلِقُوا مِنْ طِينَتِي، اللهمَّ ارْزُقْهُمْ فَهْمِي وعِلْمِي، ووَيْلٌ لِلْمُخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ أُمَّتِي اللهمَّ لَا تُنِلْهُمْ شَفَاعَتِي)[3].
الشرح:
قال(عليه السلام): (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا حَيَاةً تُشْبِه حَيَاةَ الأَنْبِيَاءِ)، في دوام الاستقامة في الدنيا من جميع الجهات.
وقال(عليه السلام): (ويَمُوتَ مِيتَةً تُشْبِه مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ)، في الاتّصاف بالسعادة في الآخرة من جميع الوجوه.
وقوله(عليه السلام): (ويَسْكُنَ الْجِنَانَ الَّتِي غَرَسَهَا الرَّحْمَنُ)، المراد بغرسه إيّاها إنشاؤها بقول (كن) وتشبيهاً له بالغرس المعهود بقصد التقريب والإيضاح، وفي لفظ (الرَّحْمَنُ) إشارة إلى أنّ إنشاءها برَّحمته عزوجل، لا لأَجل الاستحقاق، وذلك لدلالة الرِّوايات على أنَّ أحداً لا يدخل الجنّة بالاستحقاق وإنّما يدخلها بالتفضّل والمنّة.
وقال(عليه السلام): (فَلْيَتَوَلَّ عَلِيّاً ولْيُوَالِ وَلِيَّه، ولْيَقْتَدِ بِالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِه)، فإن كمال حجته ـ تعالى اسمه ـ على خلقه تتجلى بولاية علي والأئمة(عليهم السلام) من أهل بيت الرحمة والعصمة من بعده، فإن الدين قائم على التولي والتبري.
ثم قال(عليه السلام): (فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي خُلِقُوا مِنْ طِينَتِي اللهمَّ ارْزُقْهُمْ فَهْمِي وعِلْمِي)، عترة الرَّجل: نسله ورهطه الأَدنون، والطينة: الخلقة والجبلّة والأَصل، والفهم: العلم، يقال: فهمت الشيء فهماً أي علمته.
وقد يراد به جودة الذِّهن وشدَّة ذكائه وهو المراد ههنا لذكر العلم بعده.
ثم قال(عليه السلام): (ووَيْلٌ لِلْمُخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ أُمَّتِي) والويل: كلمة العقاب، وواد في جهنّم لو أرسلت إليه الجبال لذابت من حرِّه، والمراد بالاُمّة: الاُمّة المجيبة بقرينة الإضافة وتخصيص مخالفتهم بالعترة.
ثم دعا الإمام(عليه السلام) قائلاً: (اللهمَّ لَا تُنِلْهُمْ شَفَاعَتِي)، يقال: نال خيراً إذا أصابه وأناله غيره، وإنّما دعا الله سبحانه بأن لا ينيلهم شفاعته مع أنَّ الشفاعة فعل اختياريّ فله أن لا يشفع لهم، لأَنّه قد يدعو ويشفع للأُمّة إجمالاً، فطلب منه سبحانه أن لا يُدخلهم تحت هذه الشفاعة الإجماليّة، على أنَّ المقصود هو الإخبار بأنَّ شفاعته لا تنالهم لخروجهم بتلك المخالفة عن دينه فلا ينالهم شفاعته كما لا ينال سائر الملل الباطلة.
4 - عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عليه السلام) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله(صلى الله عليه وآله): (إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى يَقُولُ، اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الأَشْقِيَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ، مَنْ تَرَكَ وَلَايَةَ عَلِيٍّ، ووَالَى أَعْدَاءَه، وأَنْكَرَ فَضْلَه، وفَضْلَ الأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِه، فَإِنَّ فَضْلَكَ فَضْلُهُمْ، وطَاعَتَكَ طَاعَتُهُمْ، وحَقَّكَ حَقُّهُمْ، ومَعْصِيَتَكَ مَعْصِيَتُهُمْ، وهُمُ الأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِكَ، جَرَى فِيهِمْ رُوحُكَ، ورُوحُكَ مَا جَرَى فِيكَ مِنْ رَبِّكَ، وهُمْ عِتْرَتُكَ مِنْ طِينَتِكَ ولَحْمِكَ ودَمِكَ، وقَدْ أَجْرَى الله عَزَّ وجَلَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وسُنَّةَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ، وهُمْ خُزَّانِي عَلَى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ، حَقٌّ عَلَيَّ لَقَدِ اصْطَفَيْتُهُمْ وانْتَجَبْتُهُمْ وأَخْلَصْتُهُمْ وارْتَضَيْتُهُمْ، ونَجَا مَنْ أَحَبَّهُمْ ووَالاهُمْ وسَلَّمَ لِفَضْلِهِمْ، ولَقَدْ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ(عليه السلام) بِأَسْمَائِهِمْ وأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وأَحِبَّائِهِمْ والْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِمْ)[4].
الشرح:
قال (عليه السلام): (اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الأَشْقِيَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ)، لله تعالى حجّة على جميع الأشقياء من هذه الأُمّة، بحيث لا يكون للمحجوج معذرة ولا وسيلة يدفع بها حجّته عزوجل، وكمال حجّته عليهم بترك ولاية عليّ والأوصياء من بعده (عليه السلام): وأمّا من لم يتركها واعتقد بها فله وسيلة عظيمة يدفع بها عن نفسه، نظير ذلك أنّ من أساء أدبه معك وتعرّض لعقوبتك ثمّ جاءك معتذراً بأنّه أتى بأحبّ الأشياء عندك فإنّه يدفع بتلك الوسيلة عن نفسه استحقاق عقوبتك.
وقوله(عليه السلام): (مَنْ تَرَكَ وَلَايَةَ عَلِيٍّ)، المراد بولايته، ولايته على جميع الأُمّة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) بلا فصل، فمن أنكرها فقد كملت عليه حجّة الله تعالى، سواء أنكرها مطلقاً كالخوارج أو أنكرها بلا فصل كالثلاثة وأتباعهم.
وقوله(عليه السلام): (فَإِنَّ فَضْلَكَ فَضْلُهُمْ)، إذا كان فضلهم عين فضلك فمن أنكر فضلهم، فقد أنكر فضلك ومن أنكر فضلك فقد استكمل حجّتي عليه.
وقوله(عليه السلام): (وقَدْ أَجْرَى الله عَزَّ وجَلَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وسُنَّةَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ) السنّة: الطريقة، والمراد بها العلم والعمل والإرشاد.
وقوله(عليه السلام): (وهُمْ خُزَّانِي عَلَى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ) شبّههم بالخزّان في الحفظ والضبط والمنع والإعطاء والأمانة كما هو شأن الخزّان.
وقوله(عليه السلام): (وأَخْلَصْتُهُمْ)، أي جعلتهم خالصاً لنفسي، بريئاً من كلّ عيب.
5- عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): (مَنْ سَرَّه أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ويَمُوتَ مِيتَتِي، ويَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَنِيهَا رَبِّي، ويَتَمَسَّكَ بِقَضِيبٍ غَرَسَه رَبِّي بِيَدِه، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وأَوْصِيَاءَه مِنْ بَعْدِه، فَإِنَّهُمْ لَا يُدْخِلُونَكُمْ فِي بَابِ ضَلَالٍ، ولَا يُخْرِجُونَكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى، فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ، وإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الْكِتَابِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، هَكَذَا وضَمَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْه وعَرْضُه مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى أَيْلَةَ فِيه قُدْحَانُ فِضَّةٍ وذَهَبٍ عَدَدَ النُّجُومِ) [5].
الشرح:
قال (عليه السلام): (ويَتَمَسَّكَ بِقَضِيبٍ غَرَسَه رَبِّي بِيَدِه) القضيب: الغصن، ولعلّ المراد يتمسّك بقضيب غرس الله تعالى أصله في الجنة الّتي فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويدخل فيها، ويحتمل أن يكون هذا على نحو من التمثيل والتشبيه، لأنّ محبّة عليّ (عليه السلام) كشجرة غرسها الله تعالى في الجنّة، ومن تمسّك بغصن من أغصانها دخل فيها.
وقوله (عليه السلام): (فَإِنَّهُمْ لَا يُدْخِلُونَكُمْ) فيه رمز إلى أنّ غيرهم من المضلين الذين يدخلون الناس في باب ضلالة ويخرجونهم من باب هدى، وإن تصفّحت كتبهم رأيتهم حرّفوا دين الله، ووجدت أكثر أحكامهم مخالفة للكتاب والسنّة المباركة.
وقوله (عليه السلام): (فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ) قال القرطبيّ وهو من كبار علمائهم: (كان لعليّ رضي الله عنه من الشجاعة والعلم والحلم والزّهد والورع وكرم الأخلاق مالا يسعه كتاب)، وقال الآمدي: (لا يخفى أنّ عليّاً رضي الله عنه كان مستجمعاً لخلال شريفة ومناقب منيفة، بعضها كافٍ في استحقاق الإمامة، وقد اجتمع فيه من حميد الصفات وأنواع الكمالات ما تفرّق في غيره من الصحابة، وكان من أشجع الصحابة، وأعلمهم، وأزهدهم، وأفصحهم، وأسبقهم إيماناً، وأكثرهم جهاداً بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأقربهم نسباً وصهراً منه، وكان معدوداً في أوّل الجريدة، وسابقاً إلى كلّ فضيلة.
وقوله (عليه السلام): (وإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الْكِتَابِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ) قال صاحب الطرائف: عن أمّ سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (عليّ مع القرآن والقرآن معه، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض)، وفيه دلالة واضحة على التلازم بينهم وبين الكتاب، فلا يجوز مخالفتهم في أمر من الأمور، وإلاّ لزم مخالفة الكتاب.
وقوله (عليه السلام): (هَكَذَا وضَمَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْه)، يعني السبّابتين، والغرض من هذا التشبيه: هو الإيضاح.
وقوله (عليه السلام): (وعَرْضُه مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى أَيْلَةَ)، مثل مرويّ من طرق العامّة، واتّفقت الأمّة على أنّ له حوضاً في الآخرة، قال عياض: الصنعاء ممدوداً: قصبة من بلاد اليمن، وبالشام صنعاء أخرى لكن المراد بهذه الّتي هي باليمن.
وجاء في كتاب الرّوضة الحديث القدسي في وصف النبيّ (صلى الله عليه وآله): (له حوض أكبر من مكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم، فهي آنية مثل نجوم السماء، وأكواب مثل مدر الأرض).
وقوله (عليه السلام): (فِيه قُدْحَانُ فِضَّةٍ وذَهَبٍ عَدَدَ النُّجُومِ)، والقدحان: جمع القدح وهو ما يشرب منه، (عَدَدَ النُّجُومِ)، لإفادة الكثرة ومن باب المبالغة لغة وعرفاً.
6- عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): (وإِنَّ الرَّوْحَ والرَّاحَةَ والْفَلْجَ والْعَوْنَ والنَّجَاحَ والْبَرَكَةَ والْكَرَامَةَ والْمَغْفِرَةَ والْمُعَافَاةَ والْيُسْرَ والْبُشْرَى والرِّضْوَانَ والْقُرْبَ والنَّصْرَ والتَّمَكُّنَ والرَّجَاءَ والْمَحَبَّةَ مِنَ الله عَزَّ وجَلَّ لِمَنْ تَوَلَّى عَلِيّاً وائْتَمَّ بِه، وبَرِئَ مِنْ عَدُوِّه، وسَلَّمَ لِفَضْلِه، ولِلأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِه، حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أُدْخِلَهُمْ فِي شَفَاعَتِي، وحَقٌّ عَلَى رَبِّي تَبَارَكَ وتَعَالَى أَنْ يَسْتَجِيبَ لِي فِيهِمْ فَإِنَّهُمْ، أَتْبَاعِي ومَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّه مِنِّي) [6].
الشرح:
قال (عليه السلام): ((وإِنَّ الرَّوْحَ والرَّاحَةَ والْفَلْجَ والْعَوْنَ والنَّجَاحَ والْبَرَكَةَ والْكَرَامَةَ والْمَغْفِرَةَ والْمُعَافَاةَ والْيُسْرَ والْبُشْرَى والرِّضْوَانَ والْقُرْبَ والنَّصْرَ والتَّمَكُّنَ والرَّجَاءَ والْمَحَبَّةَ مِنَ الله عَزَّ وجَلَّ لِمَنْ تَوَلَّى عَلِيّاً)،) إنّ الرّوح بفتح الرّاء: الرّزق ووجدان رائحة الجنّة ونحوها، ممّا تلتذّ به النفس، وبضمّها الحياة الأبديّة والنعمة الاُخرويّة والرّحمة الرّبانيّة وغيرها من المعاني المذكورة، والرّاحة: خلاف المشقّة وهي جسمانيّة وروحانيّة، والفلح: الفلاح والفوز والبقاء والنجاة، والعون: الظهير على الأمر، والجمع أعوان، أو معناه الإمداد، والنجاح والنجح: الظفر بالحوائج، والبركة: الزّيادة والنماء في الأموال والأعمال، والكرامة: اسم من الإكرام وهو الإعزاز والاحترام.
والمغفرة: مصدر كالغفر والغفران، بمعني تغطية الذُّنوب وسترها، والمعافاة: مصدر بمعنى دفاع المكروهات والعفو عن الزّلاّت واليسر في العيش، وفي الحساب خلاف العسر فيهما، والبشرى عند الموت وغيره إرادة ما يوجب سروراً والإخبار به، والرّضوان: الرّضاء وهو مقصوراً مصدر، أو ممدوداً اسم منه والنصرة: اسم من نصره على عدوّه إذا إعانة عليه، والتمكّن: الاقتدار على جلب المنافع ودفع المكاره، والرّجاء بالمدّ: الأمل ولا يكون إلّا بالخير، والمحبّة من الخلق: ميل النفس وشوقها إلى أمر مرغوب، ومن الله تعالى: الإحسان والإنعام وإفاضة الخيرات لمن يحبّه.
وكل هذا النعم المذكورة متعلقة بشرط وهو: (لِمَنْ تَوَلَّى عَلِيّاً).
قوله (حَقّاً عَلَيَّ): أي وجب وجوباً عليّ أن أُدخلهم في شفاعتي لتحقّق شرائط الشفاعة وقابليّتها.
قوله (وحَقٌّ عَلَى رَبِّي): هو تعليل لثبوت حقّ الشفاعة، فإنّ شفاعته معدّة للمذنب ممن تولي علياً والأوصياء من بعده، وتبرأ من أعدائهم، فإن الله سبحانه لا يخالف وعده في قبول شفاعته.
مجلة بيوت المتقين العدد (53 - 54)