في قرية بعيدة كان هناك رجلان لا يجدان عملاً وكانت قريتهما مشهورة بالفلاحين الذين يملكون الخراف ففي يوم من الأيام قرّر هذان الرجلان سرقة الخراف ليلاً دون أن يراهما أحد.
بدأ أصحاب الخراف بالتساؤل لأن عدد الخراف بدأ ينقص يوماً بعد يوم، فعقد الفلاحون اجتماعاً قرّروا فيه أن يبقوا مستيقظين في ليلة معينة ليراقبوا الوضع وبدأوا بتنفيذ الخطة وظهر الرجلان متلثمان وسرقوا الخروف الأول وما إن أدارا ظهرهما وإذا بالفلاحين قد أمسكوا بهما فكان العقاب أن يحموا سيخين على النار، الأول مكتوب عليه (س) الثاني (خ) ليطبع على جبينهما
أمّا حرف (س) فهو سارق، وحرف (خ) خروف فكان هذان الرجلان اينما ذهبا يعرفهم الناس بسارقي الخراف، الأول لم يحتمل الوضع والاهانة في قريته فقرّر الذهاب لقرية أخرى لا يعرفه أحد فيها.
أمّا الثاني فقرّر البقاء في قريته ونوى في نفسه تغير حاله للأفضل، فأصبح يساعد الكبير ويعطف على الصغير ويقوم بأعمال خيرية لا تعد ولا تحصى حتى احبّه الجميع وبقي على هذا الحال الى أن كبر وشاخ.
وفي يوم من الأيام كان هذا العجوز المطبوع على جبينه (س خ) جالس في قهوة القرية والكل يسلّم عليه ويُثني عليه، كان هناك رجل غريب عن القرية فأثار حال الرجل العجوز فضوله فقام وذهب لصاحب المقهى وسأله:
ما بال هذا العجوز الكل يسلّم عليه ويُثني عليه؟ وما هذا المطبوع على جبينه؟ ماذا برأيكم أجاب صاحب المقهى؟
قال صاحب المقهى: هذه قصة قديمة ولكن أظن أن هذين الحرفين (س خ) (ساعي خير).
إذا أردت أن تتغير فعلاً فلا تهتم بمن حولك، أوصد أبواب الماضي، تعلّم من أخطائك، وابدأ من جديد، اجعل لديك قناعة تـامة بأن سعيك نحو التغيير للأفضل واصلاح نفسك هو أفضل قرار يتخذه الإنسان في حياته لأن ذلك يمنحك الثقة والقوة لتعيش حياتك بشكل أفضل.
لننظر الى الرجلين فأحدهم اختار الحل الأسهل فقد قرّر الرحيل من القرية والبقاء على حاله، ولكن هل يضمن على نفسه عدم التعرض لنفس الموقف في أماكن أخرى!
أما الرجل الآخر فقد اختار البقاء في القرية والتغيير للأفضل فكان له مـا أراد.
صحيح أن التغيير طريقـه طويل ولكن ثماره جميله وأثره بـاق وستلاحظه في نفسك ومن حولك، وأنت أيضــاً إن أردت التغيير حقـاً فستتغير.
إسع لتغيير نفسك للأفضـل قبل تغيير قريتك، فمعظم مشاكلنا تنبع من سوء أخلاقنــا الشخصيـة.
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (35)، صفحة (26)