زوجي يغضب مني

كثيراً ما تشكو النساء حالة الغضب عند الأزواج، وتبث الشكوى إلى صديقاتها أو أقاربها أو زميلاتها في العمل، وكأنها تبحث عن عقار طبي تضيفه إلى كوب الشاي ليشربه الزوج ويتعافى من مرض الغضب، متجاهلة أن السلوك الاجتماعي لا يمكن أن يتعامل معه إلا بسلوك اجتماعي، وليس هو كالأمراض العضوية الأخرى.

فليس دائماً يكون الزوج هو المذنب في هذه الناحية؛ لأننا نسمع من الأزواج شكاوى مضادّة من هذا النوع، تتحدث عن طريقة تعامل بعض الزوجات مع أزواجهن.

إذاً الأمر مركب من مادتين، مادة مثيرة من قبل الزوجة، ومادة استجابة من قبل الزوج، فالغضب هو عملية استجابة لمثير مقابل، لذا نرى شدة الغضب ودرجته بقدر ذلك المثير، فالعملية مشتركة سلباً أو إيجاباً، إلا أن يكون أحد الطرفين مريضاً نفسيّاً، وهو أمر نادر.

إذا عرفنا هذا فستطيع ان نضع النقاط على الحروف ولا نتركها مبهة، ودون أن نكيل الاتهام جزافاً، ونريد أن نصنع المثير الهادئ الجميل، حتى نضمن نوع الاستجابة بنسبة كبيرة أنها تكون هادئة وجميلة.

فينبغي أن تستشعر المرأة مسئوليتها في تحقيق الأمن الأسري واستقرار الحالة النفسية لأفرادها وخصوصاً الزوج، الذي يعتبر ذلك أساساً لحياته وسلوكه في الأسرة، والمرأة الواعية هي التي تحاول دائماً أن تحافظ على بيتها وعلى زوجها وزواجها، وهي التي تصنع المواقف والفرص الطيبة في العلاقة الزوجية.

إن وجود المناخ والمحيط المبتني على الودّ والاحترام والطيب في داخل البيت والأسرة يمثل عاملاً فعّالاً في تثبيت السلوك المتزن عند الزوج، فكثير من الأزواج تثقله أتعاب الحياة فعود مثقلاً بهمومها من خارج المنزل، وهو يشعر إن كل هذا العناء لأجل أسرته وبيته، فإذا لم يجد ما يتمناه من أجواء الاحترام واللين في الكلام والود في التعامل فإنه يشعر بغياب الوفاء وأن جهوده وأتعابه لا تلقى قدراً عند الزوجة.

وهذا لا يعني أن الزوجة منفردة في المسؤولية تجاه أسرتها، لكنها المثير الأول لذلك، فإذا كانت الاستجابة ضعيفة فعليها بالصبر حينئذٍ، فحتى إذا كان زوجك ضعيف الاستجابة، فهذا لا يعني أنها مستحيلة، فالبعض يحتاج وقتاً أطول من غيره، فحين تبدأ الزوجة باللطف وبالمودة والحب، وتشعره بودها وحبها له، فإنه ستحصل على معاملة أفضل.

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (57)