حكيم بن جبلة العبدي

اسمه ونسبه:

هو حُكَيْم بن جَبَلة بن حصن بن أسود بن كعب العَبْدي من بني عبد القيس.

ولادته: لم تحدد لنا المصادر تاريخ ولادته.

أخباره:

في الدرجات الرفيعة: عن جماعة من أهل السيَرِ، أنّه كان رجلًا صالحاً شجاعاً مذكوراً مطاعاً في قومه... إلى أن قال: وكان حُكَيْم المذكور أحد من شَنّع على عثمان؛ لسوء أعماله وعمّاله، وحُكَيْم من خيار أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفيه يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) على ما ذكره ابن عبد ربّه في العقد: دَعَا حُكَيْم دَعْوَةً سَمِيَعة نَالَ بِهَا المنزلَةَ الرَّفِيعة[1]. ويظهر منها قوّة إيمانه، وشدّة يقينه.

وفي مجالس القاضي: كان رجلًا صالحاً مطاعاً في قومه، حارب طلحة والزُّبير قبل قدوم الإمام علي (عليه السلام) واستشهد[2].

ثناء الإمام علي(عليه السلام) عليه:

رووا أنه(عليه السلام) لما بلغه - وهو بالربذة - خبر طلحة والزبير وقتلهما حُكَيْم بن جَبَلة ورجالاً من الشيعة وضربهما عثمان بن حنيف وقتلهما السبابجة، قام على الغرائر فقال(عليه السلام): «إنه أتاني خبر متفظع ونبأ جليل: أن طلحة والزبير وردا البصرة فوثبا على عاملي فضرباه ضرباً مبرحاً وترك لا يدرى أحي هو أم ميت، وقتلا العبد الصالح حُكَيْم بن جبلة في عدة من رجال المسلمين الصالحين لقوا الله موفون ببيعتهم ماضين على حقهم...»[3].

وقال أبو مخنف في اسناده: لما بلغ علياً ـ وهو بالمدينة ـ شخوص طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة، استنفر الناس بالمدينة، ودعاهم إلى نصره فخفّت معه الأنصار وجعل حجّاج بن غزية يقول:

ســـيروا أبابيــل وحـثّوا السيرا                       كي تلحقوا التيــمي والـــزبيرا.

فخرج الإمام علي (عليه السلام) من المدينة في سبعمائة من الأنصار وورد الربذة، فقدم عليه المثنى بن محربة، فأخبره بأمر طلحة والزبير، وبقتل حُكَيْم بن جَبَلة العَبْدي فيمن قتل من عبد القيس وغيرهم من ربيعة، فقال الإمام علي (عليه السلام):

يا لهـــف أمّــــاه على الربيعة                            ربيـعة الســـامعة المطـــــيعة

قـد سبقــتني بهــم الوقيــعة                            دعا حُكَـيْم دعـــوة ســميعة

نال بها المنزلة الرفيعة[4].

وفاته: قُتل في الأحداث التي سبقت واقعة الجمل.

فائدة عامة: «لولا حرب الجمل لما كانت حرب صفّين والنهروان، ولا مذبحة كربلاء، ووقعة الحرّة، ولا رُميت الكعبة المكرَّمة بالمنجنيق أكثر من مرَّة، ولا كانت الحرب بين الزبيريّين والأُمويّين، ولا بين الأُمويّين والعباسيّين، ولما افترق المسلمون إلى سُنَّة وشيعة، ولما وجد بينهم جواسيس وعملاء يعملون على التفريق والشتات، ولما صارت الخلافة الإسلامية ملكاً يتوارثها الصبيان، ويتلاعب بها الخدم والنسوان. لقد جمعت حرب الجمل جميع الرذائل والنقائص، لأنَّها السبب لضعف المسلمين وإذلالهم، واستعبادهم وغصب بلادهم، فلقد كانت أوَّل فتنةٍ ألقت بأس المسلمين بينهم، يقتل بعضهم بعضاً، بعد أن كانوا قوَّةً على أعدائهم، كما فسحت المجال لما تلاها من الفتن والحروب الداخلية التي أودت بكيان المسلمين ووحدتهم، ومهَّدت لحكم الترك والديلم والصليبيِّين وغيرهم. وباختصار لولا فتنة الجمل لاجتمع أهل الأرض على الإسلام»[5].

مجلة بيوت المتقين العدد (73)

 


[1] العقد الفريد: ج3، ص 309، والدرجات الرفيعة السيد علي خان المدني: ص391.

[2] مجالس المؤمنين: ج1: ص228.

[3] الكافئة ـ الشيخ المفيد: ص18.

[4] أنساب الأشراف ـ البلاذري: ج2، ص234.

[5] محمد جواد مغنية ـ فضائل الإمام علي (عليه السلام): ص 138.