نعتقد: أنّ صاحب الرسالة الاسلامية هو محمد بن عبدالله، وهو خاتم النبيين، وسيِّد المرسَلين، وأفضلهم على الاطلاق، كما أنّه سيِّد البشر جميعاً؛ لا يوازيه فاضل في فضل، ولا يدانيه أحد في مكرمة، ولا يقاربه عاقل في عقل، ولا يشبهه شخص في خلق، وأنّه لعلى خلق عظيم[1]. ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة[2].
[1] وقد قال تعالى فيه: (وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم 68: 4.
[2] وقد وصفه الاِمام أمير المؤمنين عليهالسلام في إحدى خطبه، حيث قال: «اختاره من شجرة الاَنبياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرّة البطحاء، ومصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة».
ومن هذه الخطبة قوله عليهالسلام- في وصفه أيضاً - :
«طبيب دوّار بطبّه، قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه؛ يضع من ذلك حيث الحاجة إليه؛ من قلوب عميٍ ، وآذان صمٍّ، وألسنةٍ بكمٍ، متتبّع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة، لم يستضيئوا بأضواء الحكمة، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة. فهم في ذلك كالاَنعام السائمة، والصخور القاسية» نهج البلاغة: الخطبة 108.