يُحكى أن امرأة فقيرة كانت تحمل ابنها مرّت في طريقها بالقرب من كهف فسمعت صوتا آتيا من أغوار الكهف يقول لها ادخلي وخذي كل ما ترغبين ولكن لا تنسي الأساس والجوهر فبعد خروجك من الكهف سيغلق الباب إلى الأبد ... إنتهزي الفرصة ولكن خذي حذرك من عدم نسيان ما هو الأساس والأهم لك!
وما إن دخلت المرأة حتى بهرتها ألوان الجواهر ولمعان الذهب ... فوضعت ابنها جانبا وبدأت تلتقط الذهب والجواهر وراحت تملأ جيوبها وصدرها بالذهب وهي مذهولة ... راحت تحلم بالمستقبل اللامع الذي ينتظرها ... وعاد الصوت ينبهها: أنه بقي لك ثمان ثواني ... لا تنسى الأساس.
وما أن سمعت أن الثواني على وشك أن تمضي ويغلق الباب ... فانطلقت بأقصى سرعة إلى خارج الكهف وبينما جلست تتأمل ما حصلت عليه ... تذكرت أنها نسيت ابنها داخل الكهف وأن باب الكهف سيبقى مغلقا إلى الأبد وأحزانها لن تمحوها ما حصلت عليه من الجواهر والذهب.
العبرة.. هكذا الدنيا ... خذ منها ما تريد ولكن لا تنسى الأساس وهو (صالح الأعمال) فلا ندري متى يغلق الباب ولا نستطيع العودة للتصحيح.
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (46)، صفحة (26)