البراء بن عازب

ولادته:

ولد البراء بن عازب قبل الهجرة بعشر سنين أو اثنتي عشر سنة.

جهاده:

صحب البَراء بن عازب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكان من أنصاره الأوفياء، كما شهد أكثر الغزوات، ويقول: غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثماني عشر غزوة.

وكان أول غزوة شارك فيها هي غزوة الخندق، وأما في غزوة بدر فقد أرجعه الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولم يأذن له بالمشاركة هو ومجموعة من شباب الصحابة؛ لأن أعمارهم كانت لم تتجاوز الخامسة عشر.

وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) والتحاقه بالملأ الأعلى شارك البراء في فتوحات بلاد فارس، وكان فتح الري على يديه، وكان ذلك سنة (24 هـ).

كما شهد البراء فتح مدينة تُستر [شوشتر]، وكان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه الثلاثة (الجمل وصفين،
و
النهروان).

موقفه من بيعة أبي بكر:

روى ابن أبي الحديد عن البراء بن عازب أنه قال: (لم أزل لبني هاشم محباً فلمّا قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر من بني هاشم، فأخذني ما يأخذ الواله العجول وساق الحديث إلى قوله: وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومكان أهلك، ثم عدلوا بهذا الامر عنكم، وعلى رسلكم بني هاشم فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) منا ومنكم، فاعترض كلامه عمر، وخرج إلى مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الامر من أصعب جهاته، فقال إي والله، وأخرى إنّا لم نأتكم حاجة إليكم، ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم وساق الحديث إلى قوله: وإن كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم ما تقدمنا في أمركم فرطا، ولا حللنا منكم، وسطا ولا برحنا شحطا، فإن كان هذا الامر يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين، وما أبعد قولك إنهم طعنوا عليك من قولك إنهم مالوا إليك، وأما ما بذلت لنا، فان يكن حقك أعطيتناه، فأمسكه عليك إلى قوله والله المستعان)[1].

وبعد إعلان بيعة أبي بكر كان البَراء بن عازب، والمقداد بن الأسود، وعُبادة بن الصامت، وسلمان الفارسي، وأبو ذر، وحُذيفة، وأبو الهيثم بن التيهان، من الرافضين لها.

 ولاؤه لأمير المؤمنين (عليه السلام):

كان البَراء من خواص أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان يقضي معظم أوقاته عنده، فيسمع منه ويناظره، وفي مرة من المرات سأله أمير المؤمنين (عليه السلام):

كيف اعتنقت دين الإسلام؟، فقال له: كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك، تخف علينا العبادة، فلما اتبعناك ووقعت حقيقة الإيمان في قلوبنا عرفنا معنى العبادة[2].

وفاته: يقول ابن عبد البَر: مات البراء في سنة (72 هـ).

مجلة بيوت المتقين العدد (64)

 


[1] شرح نهج البلاغة: ج1، ص220.

[2] اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) الشيخ الطوسي: ج1، ص243.