هي إحدى الظواهر التي انتشرت بصورة كبيرة بين عدد ضخم من الأفراد، وبالأخص في الفترة العمرية التي تمتد من بداية الطفولة وحتى نهاية المراهقة، ومن الممكن أن تلازم الإنسان لفترة طويلة من الزمن في حال عدم تواجد توجيه بشكل صحيح له حتى يقوم بتعديل ذلك السلوك الخاطئ.
أسباب هذه الظاهرة:
الأسباب كثيرة ونحاول ذكر اهم تلك الأسباب.
أسباب نفسية:
هي جميع الأسباب التي من شأنها التحكّم في حالة الفرد النفسية، وتعد أبرز تلك الأسباب التي تدفعه ليقوم بالكتابة على الجدران وتعتمد على الانفعالات المرتبطة بشكل مباشر بالبيئة التي تحيط بالفرد، مما تؤدّي لتعرضه إلى انفعال يقوم بالتأثير على الحالة النفسية له، مثل تعرّضه الدائم للنقد أو الغضب المستمر الذي يشعل التحفيز لديه؛ ليقوم بالكتابة على الجدران؛ حتى يتخلّص من الإحساس بالضيق الذي يلازمه، وتؤثر تلك الانفعالات على الفرد بالأخص في مرحلة الطفولة لهذا يقوم باللّجوء للكتابة على الجدران، حتى يتمكّن من التعبير عن مشاعره ويقوم بتوصيل أفكاره الخاصة للأفراد المحيطين به.
أسباب اجتماعية:
تعدّ الظروف الاجتماعية هي أحد أبرز الأسباب التي تتسبّب في انتشار تلك الظاهرة، حيث أنها مرتبطة بشدّة بتأثير العوامل الاجتماعية على الفرد الذي يقوم بالكتابة على الجدران وشخصيته، ومن أبرز تلك العوامل التقليد فعندما يشاهد شخص يقوم بالكتابة على الجدار قد يتفهّم أن ذلك أسلوب من الأساليب التحفيزية التي تدفع الفرد لأن يقوم بالتقليد في الكتابة على الجدران.
أسباب لا إرادية:
هي جميع الأسباب التي يقوم العقل الباطن بالتحكّم بها في الإنسان، مما تدفعه لأن يقوم ببعض التصرّفات التي لا يتمكن من التحكّم بها، ومن الممكن اعتبار الكتابة على الجدران إحدى تلك التصرّفات، والتي تعتبر ناتجة عن إحساس عدائي على سبيل المثال محاولة للقيام بالتخريب في الممتلكات العامة أو الخاصة، أو مثلاً قد ترتبط بسلوك هجومي مثل كتابة صفات سيئة أو شتائم موجهة لشخص إنسان ما.
طرق العلاج:
يوجد عدد من الطرق التي يمكنها المساعدة في معالجة ظاهرة الكتابة على الجدران، ومن أبرزها القيام بإعادة توجيه الأفراد والعمل على مساعدتهم للتخلّص من تلك العادة السيئة، عن طريق الاعتماد على دور المدارس والمؤسسات التعليمية في التعريف بتلك الظاهرة وسلبياتها، وأيضاً توفير العلاج التأهيلي الذي يتناسب مع حالات الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالسلوك العدائي، الذي من الممكن أن يكون معتمد على استخدام طريقة الكتابة على الجدران كإحدى الوسائل الخاطئة، للتمكن من التعبير عن الذات، ومساعدة الأطفال أن يقوموا بالتخلص من عادة الكتابة على الجدران من خلال توفير بعض الوسائل البديلة لها للتمكّن من الرسم والكتابة مثل الأوراق والدفاتر.
ومن الممكن أن تقوم مؤسسات الدولة بعمل جدار حرٍّ يمكن الأشخاص الذين لديهم أية مقترحات أو شكاوى أن تقوم بكتابة شكوته على ذلك الجدار، حتى يستفاد الجميع من المكتوب عليه؛ لأن الألفاظ التي يتم كتابتها على الجدران في الشوارع تعد غير لائقة بالمرة، وأيّ شاب يتمكن بالقبول على نفسه أن يقوم أحد الأشخاص بالكتابة على جدار منزله أشياء مسيئة له ولأهله، لا بد أن يفهم أن ما يقوم به هو كتابة تتسبّب في الإساءة للوطن؛ لأن هناك العديد من الكتابات المخجلة للغاية والتي تتسبب في خدش الحياء ويتم عرضها على جميع الناس بدون استئذان، ويعد ذلك جريمة أخلاقية وهذا ليس معناه جريمة جنائية، حيث أن لا يجوز أن يكون الشاب بذلك المستوى اللاأخلاقي والمتدني.
ومن الممكن أن تتمكّن في معالجة ظاهرة الكتابة على الجدران مثل إرشاد توجيه عن طريق شاشات العرض الكبيرة المتواجدة في الشوارع والميادين، أو من خلال المدارس والعمل على متابعة أو ملاحقة كل من يقوم بتلك الأعمال حتى يكون درسا للآخرين.