عمل المستخدمون مواقع التواصل في السنوات الأخيرة على برنامج تسليع المرأة، بعد أن زوّدَتههم الشركات والمصممون بأحدث تطبيقات الصالحة لذلك الاستخدام، أبرزها انستغرام- تيك توك.
إنّ هذا المشروع قد ركب موجة أخرى، وطرق باباً آخر، غير ذلك الذي مقصوراً على إعلانات شركات التسويق، أو كسب رغبة الشباب واستجداء تحرشهم اللفظي وغير اللفظي بموضات الملابس غير المحتشمة شبه العارية، بحيث ينظرون إليها بكثير من الإعجاب، في حين أنّ الإعلان ليس عن المقصودة بالإعجاب، بل عن العطر الذي تضعه، وهذا هو المشهور تجارياً بعد استيراد موادها وأفكارها من ثقافات منحلة قيمياً واجتماعياً.
الكثير من الفتيات، بل والأمهات اليوم يمارسن إعلانات عن أنفسهن وحياتهن الخاصّة، وذلك باستغلال الفضول الفاحش عند أفراد المجتمع الذي تعيش فيه للتدخل في خصوصيات الآخرين، والتي تهدف بالدرجة الأساس إلى تلبية احتياجات الرجل ورغباته، فترى بعضهم يستخدم زوجته أو أخته كدواء محفز للشهية لمرضى الأخلاق والدين والنفس، بعد أن صارت الشهرة هدفاً اجتماعياً ولو بمخالفات العفّة والشرف والقيم الغيرة.
وإلّا، كيف نفسّر تصوير المرأة نفسها في مواقف حياتية عادية جداً، في المطبخ، في السيارة، في صالة المنزل، وهي تطبخ أو تأكل أو تمازح زوجها، أو غير ذلك ممّا لا فائدة ولا ثمرة فيه للفرد والمجتمع غير التفرّج وشحن خاصّية الذكورة عند المراهقين؟
من هذه التصرفات والسلوك غير النافع صار الرجل يعتبر المرأة مجرد أداة للاستثارة الجسدية والبصرية، ولا يعترف أصلاً بكيانها الإنساني، بل هي ليست أكثر من شيء يتسلى به لإشباع حاجة حواسّه المريضة، من خلال التفرّج على الصور والحركات، والاستماع إلى الألفاظ المخالفة للحياء.
الحقيقة الواضحة في هذا الموضوع لكلّ رجل وامرأة نقول عنهما مسلم ومسلمة، إنّ هذا مؤشر خطير على مستقبل أولادنا ومجتمعنا وقيمه الرصينة النبيلة؛ فالمرأة التي تعرض لنا نفسها طلباً للشهرة أو التجارة الإلكترونية تصنع من نفسها عاصفة غير طاهرة سوف تحل على أعراض المسلمين، بل تهدد الملايين من الشباب بالضياع في غياهب الرذيلة والسفه، ذلك عندما تتخلى عن حدود نفسها وجسدها الذي يسهل انتهاكه.
ولأي غرض؟ لأجل شهرة أو مال؟ يأتي يوم تفقد المرأة هذا البريق الزائف الذي كان يمنحها القيمة، ولتكتشف في النهاية أنّها كانت لا شيء، مجرد أداة للإمتاع البصري والجذب.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (68)