مسجد محمد علي في القاهرة، هو واحد من أجمل المعالم السياحية الإسلامية المذهلة في مصر، فقد بني المسجد على الطراز العثماني، الذي طالما أبهر العالم بهندسته الفريدة.
متى تم بناء مسجد محمد علي؟
بناه محمد علي باشا، داخل قسم من أرض قصر الأبلق، داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ويعد المسجد أجمل منشآت محمد علي باشا، وتم الشروع في بنائه سنة 1246هـ (1830م)، واستمر العمل فيه بلا انقطاع، حتى توفى سنة 1265هـ (1848م) فدفن فيه، ثم أمر بإتمام زخارفه عباس باشا الأول.
الوصف المعماري للمسجد:
يتكون المسجد من شكل مستطيل، ينقسم إلى قسمين: القسم الشرقي، وهو بيت الصلاة، أو حرم المسجد، والقسم الغربي، وهو الصحن تتوسطه فسقية ـ (حوضٌ من الرُّخام ونحوه، مستدير غالباً، تمجُّ الماءَ فيه نافورة)ـ للوضوء. ولكل من القسمين بابان متقابلان؛ أي أن المسجد يشتمل على أربعة أبواب، ومن الباب الذي يتوسطه الجدار البحري للمسجد ندخل إلى الصحن، وهو عبارة عن فناء كبير مساحته حوالي 53×54 متراً، تحته صهريج، يحيط به أربعة أروقة، ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية، تحمل قباباً صغيرة منقوشة من الداخل، ومغشاة من الخارج بألواح من الرصاص، وبها أهلة نحاسية.
وفى وسط الصحن المكشوف نجد قبة للوضوء أنشأت سنة (1263 هجرية - 1844م)، ذات رفرف خشبي، ومقامة على ثمانية أعمدة رخامية، وباطن هذة القبة زُيّن برسوم ملونة تمثل مناظر طبيعية متأثرة بالأسلوب الغربي. وبداخل هذه القبة قبة أخرى، ثمانية الأضلاع، لها هلال رخامي، نقش عليها بزخارف بارزة عناقيد عنب، وبها طراز منقوش ملون، مكتوب عليه بالخط الفارسي، بقلم الخطاط (سنكلاخ) آيات قرآنية للوضوء، وتحمل التاريخ سنة (1263 هجرية - 1844م).
أعلى منبر في العالم:
ويضم المسجد ما يعتقد أنه أعلى المنابر في العالم الإسلامي، وهو المنبر الخشبي المزين بالزخارف المذهبة، وهو في الحقيقة المنبر الأصلي للمسجد، بينما المنبر المرمري الموجود حالياً في الجهة اليسرى من المحراب فقد صنع سنة 1939 بأمر من الملك فاروق.
ما التصميم الذي اقتبس منه تصميم المسجد؟
عهد محمد علي باشا سنة 1830م إلى المهندس التركي (يوسف بشناق)، ليقوم بوضع تصميم المسجد، فاقتبس من تصميم مسجد السلطان أحمد بالآستانة المسقط الأفقي، بما فيه الصحن والفسقية، مع بعض التغييرات الطفيفة، ويمتاز التصميم الداخلي للمسجد بتأثير الفن البيزنطي على تصميمه.
المصدر: بيوت المتقين (58) شهر ذي الحجة 1439هـ