الأئمة (صلوات الله عليهم) في العلم والشجاعة والطاعة سواء

1- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهَ(عليه السلام) قَالَ: «سَمِعْتُه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهَ(صلى الله عليه وآله): نَحْنُ فِي الأَمْرِ والْفَهْمِ والْحَلَالِ والْحَرَامِ نَجْرِي مَجْرًى وَاحِداً فَأَمَّا رَسُولُ اللهَ(صلى الله عليه وآله) وعَلِيٌّ(عليه السلام) فَلَهُمَا فَضْلُهُمَا»[1].

2- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهَ عَنْ أَبِيه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ دَاوُدَ النَّهْدِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(عليه السلام) قَالَ: قَالَ لِي: «نَحْنُ فِي الْعِلْمِ والشَّجَاعَةِ سَوَاءٌ وفِي الْعَطَايَا عَلَى قَدْرِ مَا نُؤْمَرُ»[2].

الشرح:

قوله(عليه السلام): «نَحْنُ فِي الْعِلْمِ والشَّجَاعَةِ سَوَاءٌ». العِلم: كيفية نفسانيّة تابعة للاستقامة في القوة العاقلة والنفس الناطقة، والشجاعة: كيفيّة نفسانية تابعة للاستقامة في القوة الغضبية وإذا تحقّقت هاتان الكيفيّتان تحقّقت العفّة التابعة للاستقامة في القوة الشهوية أيضاً، وكمال هذه الكيفيات لا يكون إلّا في إنسان كامل بالفعل من جميع الوجوه وهو النبي والوصي، فالمراد بالعِلم والشجاعة هنا ما بلغ حدّ الكمال.

قوله(عليه السلام): «وفِي الْعَطَايَا عَلَى قَدْرِ مَا نُؤْمَرُ». الظاهر من العطاء صرف المال في وجوه الخير فرضاً كان أو نفلاً، ويحتمل أن يُراد به صرف النعم الظاهرة والباطنة، فيشتمل عطاء العلم وتعليمه أيضاً، لحصول التفاوت فيه بحسب الأزمنة والأمكنة، واختلاف أحوال الناس في الردّ والقبول، وغير ذلك.

3- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهَ(عليه السلام) قَالَ: «قَالَ اللهَ تَعَالَى: (الَّذِينَ آمَنُوا واتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ). قَالَ: (الَّذِينَ آمَنُوا)، النَّبِيُّ(صلى الله عليه وآله) وأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام) وذُرِّيَّتُه الأَئِمَّةُ والأَوْصِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهَ عَلَيْهِمْ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ولَمْ نَنْقُصْ ذُرِّيَّتَهُمُ الْحُجَّةَ - الَّتِي جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ(صلى الله عليه وآله) فِي عَلِيٍّ(عليه السلام) وحُجَّتُهُمْ وَاحِدَةٌ وطَاعَتُهُمْ وَاحِدَةٌ»[3].

الشرح:

قال الله عز وجل: (...واتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ).

ذرية الرجل أولاده ويكون واحداً وجمعاً ومنه (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) (سورة آل عمران: آية38). وقرئ أيضاً «ذرياتهم» على صيغة الجمع و«اتبعناهم» على صيغة المتكلِّم مع الغير، أي: جعلنا ذريّتهم تابعين لهم في الإيمان، وقيل: (بِإِيمانٍ) حال عن الضمير، أو عن الذرية، أو عنهما وتنكيره للتعظيم.

وقوله تعالى: (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ). أي: في الرتبة والدرجة، وهو خبر قوله: (الَّذِينَ آمَنُوا). وقرئ أيضاً «ذريّتهم» بدون الألف.

وقوله جل ذكره: (وما أَلَتْناهُمْ). أي ما نقصناهم، من ألته يلته إذا نقصه.

وقوله(عليه السلام): (وذُرِّيَّتُه الأَئِمَّةُ). أي: ذريته التابعون لهم في الإيمان الكامل، الأوصياء والأئمة صلوات الله عليهم ألحقناهم بهم في وجوب الطاعة والانقياد، والتسليم لهم، أو في الحجة والطاعة.

وقوله(عليه السلام): (ولَمْ نَنْقُصْ ذُرِّيَّتَهُمُ الْحُجَّةَ). تفسير لقوله تعالى: (وما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ). وفيه إشارة إلى أن ضمير الجمع في عَمَلِهِم راجع إلى: (الَّذِينَ آمَنُوا). وفي (أَلَتْناهُمْ) إلى الذرية، وإلى أن العمل: عبارة عن الحجّة والطاعة، يعني أن حجّتهم وطاعتهم مثل حجّة الذين آمنوا وطاعتهم من غير نقص، كما أشار إليه(عليه السلام) بقوله وحجّتهم واحدة وطاعتهم واحدة أي سواء.

مجلة بيوت المتقين العدد (92)

 


[1] الكافي، الشيخ الكليني: ج1، ص275.

[2] الكافي، الشيخ الكليني: ج1، ص275.

[3] الكافي، الشيخ الكليني: ج1، ص275.