1- عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلَ الْهَيْثَمُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) وأَنَا عِنْدَه عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (وعَلاماتٍ وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)، فَقَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): (النَّجْمُ والْعَلَامَاتُ هُمُ الأَئِمَّةُ (عليهم السلام))[1].
2 - عن الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ الله تَعَالَى: (وعَلاماتٍ وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)، قَالَ: (نَحْنُ الْعَلَامَاتُ، والنَّجْمُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله))[2].
3- عَنْ دَاوُدِ الْجَصَّاصِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: (وعَلاماتٍ وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)، قَالَ: (النَّجْمُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) والْعَلَامَاتُ هُمُ الأَئِمَّةُ (عليهم السلام))[3].
الشرح:
قال الإمام أبو عَبْدِ الله الصادق(عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: (وعَلاماتٍ وبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)، (النَّجْمُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) والْعَلَامَاتُ هُمُ الأَئِمَّةُ (عليهم السلام))، إطلاق النجم على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإطلاق العلامات على الأئمة (عليهم السلام) يقرب أن يكون من باب الحقيقة لأن النجم في الأصل الظاهر والطالع والأصل والنجوم: الظهور والطلوع وهو (صلى الله عليه وآله) ظاهر من مطلع الحقّ وطالع من أُفق الرّحمة وأصلٌ لوجود الكائنات أخرجه الله تعالى من نوره وأظهره من معدن علمه وحكمته، وجعله نوراني الذّاتِ والصفات، لرفع ظلمة الجهالة في بيداء الطبايع البشريّة، والعلامة ما يعرف به الشيء ومنه علامة الطريق الّتي وضعها صاحب الدّولة، والشفقة على خلق الله تعالى لئلاّ يضلّ المسافرون والأئمة (عليهم السلام) علامات للطرق الإلهيّة والقوانين الشرعيّة والنواميس الرّبّانيّة وضعهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأمر الله تعالى لئلاّ يضل الناس بعده بالاهتداء بأطوارهم والاقتداء بآثارهم، فالناس بأعلامهم يرشدون وبهدايتهم يهتدون.
4- عَنْ دَاوُدِ الرَّقِّيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى: (وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)، قَالَ: (الآيَاتُ هُمُ الأَئِمَّةُ والنُّذُرُ هُمُ الأَنْبِيَاءُ (عليهم السلام))[4].
الشرح:
قال (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: (وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)، ((الآيَاتُ هُمُ الأَئِمَّةُ والنُّذُرُ هُمُ الأَنْبِيَاءُ (عليهم السلام))، الآيات: جمع آية وهي العلامة، وقد مرّ أنّ الأئمّة (عليهم السلام) علامات لمعرفة الطرق الإلهيّة، والنذر: جمع النذير بمعنى المنذر، وهم الأنبياء (عليهم السلام).
5- عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قُلْتُ لَه: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الشِّيعَةَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذِه الآيَةِ: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ)، قَالَ: (ذَلِكَ إِلَيَّ إِنْ شِئْتُ أَخْبَرْتُهُمْ وإِنْ شِئْتُ لَمْ أُخْبِرْهُمْ) ثُمَّ قَالَ: (لَكِنِّي أُخْبِرُكَ بِتَفْسِيرِهَا) قُلْتُ: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)، قَالَ، فَقَالَ: (هِيَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْه كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْه، يَقُولُ: مَا للهِ عَزَّ وجَلَّ آيَةٌ هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي، ولَا للهِ مِنْ نَبَأٍ أَعْظَمُ مِنِّي)[5].
قال (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ)، قال القاضي وغيره: عمّ أصله عمّا فحذف الأَلف ومعنى هذا الاستفهام تفخيم شأن ما يتساءلون عنه، فإنّه لفخامته خفي جنسه فيسأل عنه.
وقوله (عليه السلام): (ذَلِكَ إِلَيَّ إِنْ شِئْتُ أَخْبَرْتُهُمْ وإِنْ شِئْتُ لَمْ أُخْبِرْهُمْ)، أراد الإمام (عليه السلام) أن يبين أنه لا يجب عليهم الجواب، فان الثابت عندنا من خلال الروايات الصحيحة، أنّه يجب على الناس الرُّجوع إليهم (عليهم السلام) في المسائل وغيرها، وأنّه لا يجب عليهم الجواب إن اقتضت المصلحة عدم الجواب.
لكن الإمام (عليه السلام) بعد ذلك قال: (لَكِنِّي أُخْبِرُكَ بِتَفْسِيرِهَا)، وقال: (هِيَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْه كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيْه)، يَقُولُ: مَا للهِ عَزَّ وجَلَّ آيَةٌ هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي، ولَا للهِ مِنْ نَبَأٍ أَعْظَمُ مِنِّي)، وهذا المعنى ثابت عندنا، وتفسير النبأ العظيم بأمير المؤمنين (عليه السلام) موجود من طرق العامّة أيضاً، قال صاحب الطرايف: روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي وهو من علماء المذاهب الأربعة وثقاتهم في تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ* كَلَّا سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ)، بإسناده عن السدِّي يرفعه قال: أقبل صخر بن حرب حتّى جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد هذا الأَمر لنا من بعدك أم لمن ؟ قال (صلى الله عليه وآله): يا صخر: الأَمر بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى (عليه السلام) فأنزل الله عزَّ وجلَّ (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ)، يعني يسألك أهل مكّة عن خلافة عليِّ بن أبي طالب الّذي هم فيه مختلفون منهم المصدِّق بولايته وخلافته، ومنهم المكذِّب، قال: (كَلَّا)، وهو ردع عليهم (سَيَعْلَمُونَ)، أي سيعرفون خلافته بعدك أنّها حقٌّ تكون (ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ)، أي: يعرفون خلافته وولايته إذ يسألون عنها في قبورهم، فلا يبقى ميّت في شرق، ولا غرب، ولا في برّ، ولا في بحر، إلّا منكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام) بعد الموت، يقولان له: مَنْ ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟
مجلة بيوت المتقين العدد (52)