بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[1]، وقوله سبحانه: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[2].
تجدر بنا الإشارة قبل الولوج في رحاب هذه الشخصية العظيمة إلى أن الحديث عن الرسول الأكرم مهما بلغت قوة المتحدث منّا وبلاغته وفصاحته فلن يصل حديثه لسواحل هذا البحر المحيط، ولا عجب في ذلك، فأين الثرى من الثريا؟! إذن: خير من يتحدث عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ويُظهر لنا من عظمته ما تحتمله طاقتنا ويحيط به إدراكنا هو بارؤه ومصوّره تباركت أسماؤه، وكل من أراد ويريد أن يفهم شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأخلاقياته وسيرته فعليه بالقرآن الكريم؛ لأنه قد تجسد في حياته (صلى الله عليه وآله)
فكانت سيرته العطرة مثالاً حياً لتعاليم القرآن وغاياته.