1 - عَنْ يُوسُفَ الأَبْزَارِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قَالَ: لِي أَبُو عَبْدِ اللهَ (عليه السلام) ذَاتَ يَوْمٍ وكَانَ لَا يُكَنِّينِي قَبْلَ ذَلِكَ: «يَا أَبَا عَبْدِ اللهَ»، قَالَ: قُلْتُ لَبَّيْكَ قَالَ: «إِنَّ لَنَا فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سُرُوراً»، قُلْتُ زَادَكَ اللهَ ومَا ذَاكَ قَالَ: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَافَى رَسُولُ اللهَ (صلى الله عليه وآله) الْعَرْشَ ووَافَى الأَئِمَّةُ(عليهم السلام) مَعَه ووَافَيْنَا مَعَهُمْ فَلَا تُرَدُّ أَرْوَاحُنَا إِلَى أَبْدَانِنَا إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ ولَوْلَا ذَلِكَ لأَنْفَدْنَا»[1].
2- عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ يُونُسَ أَوِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهَ(عليه السلام) قَالَ: «مَا مِنْ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَّا ولأَوْلِيَاءِ اللهَ فِيهَا سُرُورٌ»، قُلْتُ كَيْفَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَافَى رَسُولُ اللهَ (صلى الله عليه وآله) الْعَرْشَ ووَافَى الأَئِمَّةُ(عليه السلام) ووَافَيْتُ مَعَهُمْ فَمَا أَرْجِعُ إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ ولَوْ لَا ذَلِكَ لَنَفِدَ مَا عِنْدِي»[2].
3- عَنْ عَبْدِ اللهَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهَ (عليه السلام) قَالَ قَالَ لِي: «يَا أَبَا يَحْيَى إِنَّ لَنَا فِي لَيَالِي الْجُمُعَةِ لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ»، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ ومَا ذَاكَ الشَّأْنُ، قَالَ: «يُؤْذَنُ لأَرْوَاحِ الأَنْبِيَاءِ الْمَوْتَى(عليهم السلام) وأَرْوَاحِ الأَوْصِيَاءِ الْمَوْتَى ورُوحِ الْوَصِيِّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى تُوَافِيَ عَرْشَ رَبِّهَا فَتَطُوفُ بِه أُسْبُوعاً وتُصَلِّي عِنْدَ كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى الأَبْدَانِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا فَتُصْبِحُ الأَنْبِيَاءُ والأَوْصِيَاءُ قَدْ مُلِؤُوا سُرُوراً ويُصْبِحُ الْوَصِيُّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ وقَدْ زِيدَ فِي عِلْمِه مِثْلُ جَمِّ الْغَفِيرِ»[3].
الشرح:
قوله(عليه السلام): «إِنَّ لَنَا فِي لَيَالِي الْجُمُعَةِ لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ»، الشأن -بسكون الهمزة - الخطب والأمر والحال والجمع شؤون والتنكير للتعظيم وقوله من الشأن مبالغة فيه.
قوله(عليه السلام): «الْمَوْتَى» جمع ميّت وفيه تصريح بموتهم لئلاّ يتوهّم أنهم أحياء غابوا ولم يموتوا.
قوله(عليه السلام): «بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ» أي: أقاموا بينكم على سبيل الاستظهار والاستناد إليكم وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيداً، ومعناه أن ظهراً منكم قدّامه وظهراً وراءه فهو مكنوف، أي: محاط من جانبيه ثمّ كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً.
قوله(عليه السلام): «حَتَّى تُوَافِيَ عَرْشَ رَبِّهَا»، يقال: وافاه فلان يوافيه إذا أتاه، وتفسير العرش لا يبعد أن يراد به هنا العرش الجسماني لجواز أن يكون له سبحانه عرش جسماني في السماء هو معبد الملائكة وأرواح القديسين كما أن له بيتاً ومسجداً في الأرض هو معبد الناس، وحمله على بيت المعمور أيضاً محتمل.
قوله (عليه السلام): «ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى الأَبْدَانِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا»، لعلّ المراد بها الأبدان المثالية ويحتمل الأصلية أيضاً.
قوله (عليه السلام): «وقَدْ زِيدَ فِي عِلْمِه مِثْلُ جَمِّ الْغَفِيرِ»، أُريد بهم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، وبالعلم العلم بما يصير محتوماً في تلك الليلة.
مجلة بيوت المتقين العدد (77)