نورٌ يختلف عن الأنوار في الوجود والهدف والفكر.
نورٌ أبيضّ به الكون واستبشرت به سماوات الله وأرضه.
نورٌ مشتق من نور الواحد الأحد، أتحف به الله تعالى الخلق ليكون المكمّل للرسالات السابقة، وخلاصة جهود الأنبياء والرسل، ومناراً لهداية العالم إلى يوم القيامة.
نورٌ أفصح به هاتفٌ من عنان السماء (وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين) فاستبشرت الدنيا بإشراقة شمس العدل والرحمة والطمأنينة، وبزوغ روح الإيمان والهدى والكرامة الإنسانية.
نورٌ جاء لتغرف القلوب حياتها من بحر الخير والسلام، ولتحيا العقول والألباب تحت ظل فكر الإسلام
روى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن رجاله قال: «كان بمكّة يهودي يقال له يوسف، فلمّا رأى النجوم تُقذف وتتحرّك ليلة ولد النبي (صلى الله عليه وآله) قال: هذا نبي قد ولد في هذه الليلة؛ لأنّا نجد في كتبنا أنّه إذا ولد آخر الأنبياء رُجمت الشياطين وحُجبوا عن السماء.
فلمّا أصبح جاء إلى نادي قريش فقال: هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن في هذه الليلة، قال: فاعرضوه عليَّ. فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها: أخرجي ابنك، فأخرجته في قماطه، فنظر في عينه وكشف عن كتفيه، فرأى شامة سوداء وعليها شعيرات، فلمّا نظر إليه اليهودي وقع إلى الأرض مغشياً عليه، فتعجّبت منه قريش وضحكوا منه.
فقال: أتضحكون يا معشر قريش؟ هذا نبي السيف، ليبيرنكم، وذهبت النبوّة عن بني إسرائيل إلى آخر الأبد. وتفرّق الناس يتحدّثون بخبر اليهودي»[1].
مجلة ولاء الشباب العدد (55)