أسمه:
عامر بن واثلة بن عبد الله...بن كنانة بن خُزَيمة. يُكنّى ( أبا الطُّفَيل ).
ولادته:
قد ذكرت بعض المصادر أنّها وقعت في عام أُحد، فأدرك أبو الطفيل ثماني سنين من حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله)[1].
إيمانه:
روى الخُصيبيّ محاججة وقعت بين الإمام علي (عليه السلام) وأبي بكر ـ أيام حكومته ـ وكان فيما قال الإمام علي(عليه السلام) لأبي بكر: (....فقد أخذ النبيّ عليك بيعتي في أربعة مواطن، وعلى جماعة معك فيهم عمر وعثمان: في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان، وتحت الشجرة، ويوم جلوسه في بيت أُمّ سَلَمة وأنا عن يمينه أحضرك وعمرَ وعثمان وسلمان والمِقدادَ وجُنْدباً وعمّاراً وحُذَيفة وأبا الهيثم مالك بن التَّيِّهان، وأبا الطفيل عامرَ بن واثلة.... وقال لهمُ النبيّ (صلى الله عليه وآله): قُمْ يا سلمان، قم يا مقداد... قُمْ يا عامر، قم يا بُريدة، فبايِعُوا لأخي علي وسلِّموا عليه بإمرة المؤمنين. فقاموا بأجمعهم بلا مراجعة فبايَعوا لي وسلَّموا عليّ بإمرة المؤمنين)[2].
وممّا يدلّ على شدة إيمانه قوله لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن قاتل بقومه قتال الأبطال: يا أمير المؤمنين، إنّك أنبأتَنا أنّ أشرف القتل الشهادة، وأحظى الأمر الصبر، وقد والله صبرنا حتّى أُصِبْنا، فقتيلنا شهيد، وحيُّنا ثائر، فاطلبْ بمَن بقيَ ثأرَ مَن مضى، فإنّا وإن كان قد ذهبَ صفونا، وبقيَ كدَرُنا فإنّ لنا دِيناً لا يميل به ألهوى، ويقيناً لا تزحمه الشبهة. فأثنى الإمام علي (عليه السلام) عليه خيراً[3].
أنتَ من شيعتي:
لقد خُصّ أبو الطفيل من بين أصحاب الإمام علي (عليه السلام) ـ هو وجماعة ـ بأنّه كان من أهل السرّ، قال أبان: لقيت أبا الطفيل في منزله فحدّثني في الرجعة عن أُناسٍ من أهل بدر، وعن سلمان وأبي ذرّ والمقداد وأُبيّ بن كعب. قال أبو الطفيل: فعرضتُ ذلك الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة، فقال لي: هذا علمٌ خاصّ يَسَع الأمّة جهلُه، وردُّ علمه إلى الله تعالى.
ثمّ صدّقني بكلّ ما حدّثوني فيها، وقرأ علَيّ بذلك قرآناً كثيراً وفسّره تفسيراً شافياً، حتى صرت ما أنا بيوم القيامة بأشدّ يقيناً منّي بالرجعة. ثمّ قال (عليه السلام): (يا أبا الطفيل، والله لو دخلت على عامة شيعتي الذين بهم أقاتل، الذين أقرّوا بطاعتي وسمّوُني (أمير المؤمنين) واستحلّوا جهاد من خالفني، فحدثتهم شهراً ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله) وببعض ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتفرقوا عني حتى أبقى في عصابة حق قليلة، أنت وأشباهك من شيعتي) ففزعت وقلت: يا أمير المؤمنين، أنا وأشباهي نتفرق عنك أو نثبت معك؟ قال(عليه السلام): لا، بل تثبتون)[4].
وفاته:
اختلفت المصادر في تحديد وفاة أبي الطفيل ولكنّها طوّقت بين سنة 100 ـ 110 هـ
مجلة بيوت المتقين العدد (42)