زيارة الحسين (عليه السلام)

يقال إنه كان في كربلاء المقدسة قبل 91 عاماً عالمٌ تقي زاهد أسمه السيد حسن جناب ويسكن منطقة باب الطاق ويُعرف بأنه من أولياء الله...

ويكتب هذا السيد في مذكراته أنه ذات ليلة كان عند ضريح الحسين (عليه السلام) فشاهد شاباً سلّم على الحسين (عليه السلام)
وسمع الجواب: وعليك السلام ...

ولكن السيد كان في تردد هل أنها حقيقة أو ربما تخيّل، لكنه شاهده مرة أخرى فلاحقه وما أن وقف الشاب وسلم حتى سمع السيد بنفسه الجواب وعليك السلام...

يقول السيد تبعت هذا الشاب حتى وصل بيته فسلمت عليه عند الباب وقلتُ له: بُنيّ أبارك لك موقعك عند مولاي الحسين Q وإني سمعته مرتين يجيبك بوضوح فما الذي فعلته حتى حصل لك هذا المقام؟

فتبسم وسألني: وهل أنك حينما تزور لا يرد عليك؟ قلت: لا والله، ثم أصررت عليه وسألته: ماذا تفعل يا بني؟ فقال: تمهل وفتح الباب وأدخلني إلى البيت فشاهدت عجوزاً مسجاة ورجلاً مسناً قد تكورت عظامه...

فقال: إن هذا أبي وهذه أمي، وأنهما عاجزان عن الحركة، وأنا ولدهما الوحيد وقد قسّمت حملهما لزيارة الحسين (عليه السلام)، فليلة جمعة أذهب بأبي على ظهري ليزور الحسين (عليه السلام) ويلثم الضريح، وفي الجمعة التي بعدها أحمل أمي على ظهري، وأفعل ذلك...

لكن في ليلة جمعة صادفت ليلة النصف من شعبان، وكانت تلك الليلة من حصة الوالد، فحملته على ظهري وطفت به الضريح وزار الحسين (عليه السلام) وعدتُ إلى البيت، لكني شاهدتُ أمّي تتحسّر ولا تقول شيئاً وكانت تعلم أنها ليلة النصف من شعبان...

إلا أنها كانت محرجة مني لما تراه من آثار التعب بادية عليّ فسألتها: أماه هل عندك من طلب؟ فقالت: لا يا ولدي، وأشتد بكاؤها حتى علمت بأنها راغبة جدّاً في زيارة الحسين (عليه السلام) لكنها تتجنب أن تخبرني أو تطلب ذلك مني لئلا أُصاب بالتعب والعناء...

يقول هذا الفتى للسيد: فحملتها على ظهري وطفت بها الضريح وزارت وهي فرحة جدا، وعدتُ بها إلى البيت، وبعد ذلك أصبحت كلما أزور الحسين (عليه السلام) وأسلّم عليه أسمع الحسين (عليه السلام) يردّ عليّ السلام، فدعى له السيد بزيادة التوفيق وقدم له التهاني على هذه المنزلة العظيمة...

اللهم وفقنا لبر والدينا.. وأرضهم عنا

اللهم ارزقنا في الدنيا زيارة الحسين(عليه السلام) وفي الآخرة شفاعته

المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (59)، صفحة (30)