يعيش الإنسان دائماً مع الأمل فلا توجد لحظة يعيشها إلا وهي حافلة بأمل التحسّن والتطوّر، ولولا ذلك لرأيتَ الكثير من اعمالنا تتوقّف ونصبح ساكنين كالأموات.
وعندما نتصفّح تأريخ الإنسان نجد أنّ هناك الكثير من الأوضاع الصعبة والثقيلة على القدرة البشرية ومع ذلك نجد أنّ الانسان قد مرّ بها كواقع وتعامل معها بالمستطاع وتجاوزها وصارت من الماضي.
نتصوّر مثلا بعض الناس معذّباَ أو متألمّا بصورة مأساوية، فلا نجد دافعاً لقدرته على تجاوز هذه اللحظات غير الأمل وهو يعيش في تلك اللحظات، وقد تتحول تلك اللحظات إلى سُلَّمِ للصعود إلى سطح الأمان والنجاة والنجاح.
وكلّما رأَيْنا حركة سريعة في حياة الشاب فهي مشروع انطلاق نحو التغيير والارتقاء والسمو، ولا توجد عند الإنسان أجمل من تلك اللحظات التي يمرُّ بها لتنقله إلى عالم أرحب ومجال فيه الكثير من الخيارات التي يحلم بها الانسان وهو يمرُّ بلحظات الألم والمأساة.
وقلّما نجد حركة كبيرة من إنسان يعيش اليأس في قلب مُتعَب وجسد منهك القوى حتى وان كان شاباً لأنّ التعب الذي أصابه انتقل اليه بشكل خفيّ من مركز التحرك الحقيقي وهو القلب ولهذا تتعب الأجساد إذا أصيب القلب.
وإذا أردنا أن نجعل الإنسان في وضع فعّال فعلينا أنْ نحفظ قلبه من الانكسار بسبب الابتلاء بمختلف أنواع البلايا وتحويلها وضعا مناسباً للانطلاق نحو الأهداف حتى وإن كانت تلك الأهداف صغيرة وذلك لأن الأمل الذي يحِلُّ محلّ الألم يجعل الشباب يشعرون بدافع نحو التحرك والانطلاق ولا يكون هناك مانع لهم عن ذلك حتى في الظروف الصعبة.
مجلة ولاء الشباب العدد (22)