من المشاريع التي أعجبتني في أيام زيارة الأربعين هو المشروع التبليغي للحوزة العلمية في النجف الأشرف؛ إذ ينتشر طلاب العلوم الدينية على طول الطريق - وفي جميع المحافظات تقريباً- طول النهار ليُجيبوا عن أسئلة الزائرين الفقهية والعقائدية، وهو أمر مهم جداً، خصوصاً أنّ بعض الناس ليس لديه الوقت للذهاب إلى رجل الدين ويسأله، لكنّه عندما يجده أمامه لا يتوان في سؤاله، فلله الحمد على هذه النعمة.
جلست أستريح من تعب السير في طريق الإمام الحسين (عليه السلام) وكان إلى جانبي طاولة صغيرة يجلس عندها أحد رجال الدين، وأنا أسمع الأسئلة والأجوبة، وقد تعلّمت أحكاماً كنت أجهلها من قبلُ، ومنها أنّ صاحب الموكب الذي نزلت عنده كان يجلس قرب الشيخ وسمعته يسأله:
بمناسبة زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) ومرور الزائرين على المواكب الحسينيّة ومكثهم عندها وبسبب التعب والإرهاق فإنّهم كثيراً ما ينسون حاجياتهم لدى المواكب، وهناك صعوبة في التعرّف على أصحابها والوصول إليهم لعدم وجود آثار تدل على أصحابها. فما هو تكليف أصحاب تلك المواكب؟
أجابه الشيخ: مع اليأس من الوصول إلى أصحابها يتصدّق بها على الفقراء المتدينين.
فسأله صاحب الموكب سؤالاً ثانياً: هنالك ظاهرتان تحصلان كلّ عام أثناء المسير إلى كربلاء في زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام):
١- سير الأخوة الوافدين إلى كربلاء المقدّسة على الطريق المخصص للسيارات، فهل يجوز ذلك مع العلم بأنّ الطريق سايد واحد فقط؟
٢- يضع الإخوة أصحاب المواكب الذين يقومون بخدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام) حواجز في طريق السيارات لتخفيض السرعة حفاظاً على الزائرين، فهل يجوز ذلك؟
فأجابه الشيخ: ١- ينبغي تنظيم المسير بحيث ينتفع منه الطرفان.
٢- لا مانع من ذلك بالتنسيق مع شرطة المرور.
السؤال الثالث: أحياناً يكون المجلس مشتركاً بين الرجال والنساء، وعادةً تُسمع أصوات بكاء النساء ممّا يلفت نظر الرجال، وقد يميّز بعض الرجال صوت الباكية ويعرفها؟
أجاب الشيخ: إذا كان صوتها بما يشتمل عليه من الترقيق والتحسين مهيّجاً عادةً للسامع فاللازم التجنّب عن ذلك مع إحراز سماع الأجنبي لصوتها وإلّا فلا بأس به.
السؤال الرابع: هل يجوز للحائض والنفساء والمستحاضة حضور مجالس تعزية الإمام
الحسين (عليه السلام) أو باقي المعصومين (عليهم السلام)؟
الشيخ: نعم يجوز.
السؤال الخامس: في العزاء الحسيني تقوم بعض النسوة بجرّ شعورهن، فهل يجوز ذلك وهل تجب عليهن الكفارة؟
الشيخ: يجوز ولا كفارة عليهن.
السؤال السادس: هل يجوز للمرأة أن تلطم وجهها وتنثر شعرها في العزاء الحسيني؟
الشيخ: نعم يجوز.
السؤال السابع: هل يجوز للفتاة أو المرأة المتزوجة أن تذهب إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة وسماع المحاضرات الدينية ومجالس العزاء الحسيني إذا لم يرضَ الأب أو الزوج بذلك، أو إذا عارض حضورها حقوق زوجها أم لا يجوز؟
الجواب: أمّا المتزوجة فلا يجوز لها الخروج من بيتها إلّا بإذن زوجها وأمّا غير المتزوجة فإن كان خروجها موجباً لتأذي أبيها شفقة عليها من بعض المخاطر لم يجز لها الخروج أيضاً.
السؤال الثامن: هل يحرُم الرياء في المستحبات؟ وهل الرياء في خصوص المشاركة في مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) محرّم أو لا؟
الجواب: الرياء حرام في مطلق موارده، نعم قد يكون هناك داعٍ إلى اطّلاع الآخرين على ممارسة العمل ويكون هذا الداعي غاية قربية فحينئذٍ يكون خارجاً عن الرياء والسمعة إمّا موضوعاً أو حكماً.
السؤال التاسع: هل يجب قطع التعزية (العزاء/الموكب) والمبادرة إلى صلاة الظهر (مثلاً) عندما يحين الوقت؟ أو إتمام مراسم التعزية؟ وأيّهما أولى؟
الجواب: الأولى أداء الصلاة في أول وقتها، ومن المهم جداً تنظيم مراسم العزاء بنحو لا يزاحم ذلك.
السؤال العاشر: ما حكم استعمال الطبل والبوق ونحوهما من الآلات في مواكب العزاء؟
الجواب: لا مانع من استخدامها في مواكب العزاء ونحوها على الطريقة المتعارفة مع كونها من الآلات المشتركة وليست من آلات اللهو المحرّم.
السؤال الحادي عشر: يقام العزاء الحسيني في منطقتنا على طريقة العزاء البحريني، بمعنى احتواء العزاء على أطوار أو ألحان مختلفة ولربما شابه أحد هذه الألحان الغناء المتعارف في مجالس اللهو أو في غيرها فهل يجوز استعمال هذه الألحان والأطوار في العزاء الحسيني؟
الجواب: إذا لم يُعلم بكون تلكم الألحان من الألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب جاز استخدامها في قراءة التعزية، وإذا علم ذلك لم يجز.
السؤال الثاني عشر: ما حكم فتح الأماكن التجارية في أيّام تاسوعاء وعاشوراء وأربعين أبي الأحرار (عليه السلام)؟
الجواب: إذا عدّ نوعاً من عدم المبالاة بما جرى على أهل البيت (عليهم السلام) في هذين اليومين الحزينين فلا بدّ من تركه.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (66)