التنريكيوية هي ديانة تنتشر بشكل أكثر في دولة اليابان، إذ يشكل المتدينون بهذه الديانة في اليابان بحدو ثلثي المتدينين بها في بقية العالم، ويقدر عدد كنائس هذه الديانة بحدود (16833) كنيسة تدار محلياً في دولة اليابان.
ويقدّر عدد المنتمين لهذه الديانة بحدود مليوني شخص، ثلثاهم في اليابان كما تقدّم، والثلث الباقي يتوزع في دول العالم.
ويقال إن عدد الإناث المنتميات لهذه الديانة مرتفع بشكل ملفت للانتباه.
ومن نافلة القول:
تتمتع اليابان بحرية دينية كاملة بموجب المادة (20) من دستورها، وعلى هذا الأساس يوجد العديد من الديانات المنتشرة في اليابان، ولكن الأكثر انتشاراً هي ديانة الشنتو (تعرف أيضاً بالكامي، وتعني: تقديس الأرواح)، والشنتو: هي الديانة السائدة في اليابان، وهي أقدم الديانات هناك، واسمها منقول عن الصينية شن تو، أو طريق الأرواح.
وتليها البوذية، حيث أن معظم سكان اليابان يذهبون إلى المعابد البوذية، بالإضافة إلى أضرحة الشنتو في مناسباتهم وأعيادهم المختلفة، مثل: رأس السنة، ومهرجانات الصيف، والربيع.
ويوجد أيضا نسبة صغيرة ممن يتبعون الدّيانة المسيحية، ويقيمون حفلات زفافهم بالكنائس ويحتفلون بعيد الميلاد وعيد الحب.
لكن هذه التقديرات مستندة على الناس المنتمين إلى المعابد بدلًا من عدد المؤمنين الحقيقيين، حيث تشير الدراسات الأخرى إلى أن ثلاثين بالمئة فقط يعدّون أنفسهم منتمين إلى ديانة، ووفقًا لبعض الإحصائيات فإن 70 إلى 80 بالمئة من اليابانيين يخبرون استطلاعات الرأي أنهم لا يعدّون أنفسهم مؤمنين بأي ديانة.
معنى التنريكيوية:
جاء في تعريف مفردة التنريكيوية الحرفي هي (التعليمات المقدّسة)، فيبدو أنها اشتقت من التعاليم التي نصّت عليها الديانة التنريكيوية، فسميت الديانة باسم تعاليمها.
إيمان التنريكيوية:
يؤمن أتباع هذه الديانة بإله، لكنه يتسمّى بأسماء عديدة، منها: تينري أو نو ميكوتو أو غيرها.
منشأ التنريكيوية:
يزعم أعضاء هذه الديانة أن مصدر هذا الدين هو الوحي المزعوم لامرأة ظهرت في القرن (19) تعرف باسم (ناكاياما ميكي)، وهي قائدة دينية يابانية، ولدت في (2 يونيو 1798م) في مدينة تيرني في اليابان، وتوفيت في (18 فبراير 1887م).
أبرز المعتقدات:
1- يقدّس أعضاء هذه الديانة مؤسسة هذه الديانة (ناكاياما ميكي).
2- يدعو أعضاء هذه الديانة إلى نكران الذات والبعد عن الغطرسة والكراهية والجشع والأنانية، كما تدعو إلى القيام بأعمال تطوعية على سبيل نكران الذات وليس حبا في الظهور.
3- يؤمنون بتناسخ الأرواح، ومعنى التناسخ (الكلمة الإنكليزية لها: reincarnation): هو رجوع الإنسان بعد موته إلى الحياة الدنيويّة عن طريق النطفة والمرور بمراحل التكوّن البشري من جديد، ليصير إنساناً مرّة أخرى، أو هو انتقال الروح من بدن إلى بدن آخر منفصل عن الأول.
وقد اتّفقت الشيعة وباقي المسلمين على بطلان التناسخ وامتناعه، لأنّ في التناسخ إبطال الجنّة والنار. سأل المأمون العباسي الإمام الرضا(عليه السلام): ما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال(عليه السلام):«من قال بالتناسخ فهو كافر مكذّب بالجنة»[1].
4- يعتقدون بوحدة الوجود: الاتحادية أو وحدة الوجود مذهب فلسفي يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، وهناك معنى فلسفي لوحدة الوجود، ومعنى آخر صوفي، يختلفان في التفاصيل، من أراد الاستزادة فليراجع المطولات.
ولم نعثر على مصدر خاص بهذه الديانة في توضيح وشرح مدّعاهم بخصوص وحدة الوجود، واكتفى من نقل عنهم ذلك دعواهم بوحدة الوجود فحسب.
وعلى أي حال: فهذه الديانة حالها حال الديانات المخترعة من البشر، لا تتمتع بصلة السماء والوحي، ولم يكن لها نبي.
المصدر: مجلة اليقين العدد (66)