ماشئات في حب الحسين (عليه السلام)

من المميزات والعلامات الفارقة ما بين مذهب أهل البيت(عليهم السلام) والمذاهب الأخرى هو كثرة انعقاد مجالس ذكر أهل البيت(عليهم السلام) في الكثير من أيام السنة، وأهم تلك الأيام هي أيام شهري المحرم وصفر، حيث تعمر فيها مجالس ذكر الإمام الحسين(عليه السلام) عند النساء والرجال على حدٍّ سواء، ومن الطبيعي أن يرافق الأولاد آباءهم وأمهاتهم في تلك المجالس المباركة؛ لينهلوا من نمير تلك المجالس ومعينها العقيدة والأخلاق وروح الفداء، ومن رواد تلك المجالس هي بناتنا الناشئات، تلك الفتيات اللاتي ينتقلن من مجلس إلى مجلس، ومن دار إلى دار، يغذّين الأسماع بشجو الأنين، ويذرفن على مصائب الأحبة دموع الحنين، وهذا جيد، وهو من المستحبّات المؤكدة التي حثّ عليها أهل البيت(عليهم السلام)، لكن نرى أن دور تلك المجالس يجب أن لا يقتصر على بعض الأمور المتعارفة في المجالس في التعاطي مع فتياتنا الناشئات -بل والنساء عموماً-، والتي اعتادت عليها مجالس النساء، من ممارسة العزاء ولبس السواد وتوزيع الثواب وما إلى ذلك، بل يجب أن تكون هنالك خطوات علمية وعملية في تنشئة تلك الفتيات تنشئة حسينية مبدئية رصينة، وهذا الدور والمسؤولية تتوزع على كلٍّ من الأم نفسها، وعلى ناعية الحسين(عليه السلام)، وعلى صاحبة المجلس.

أما الأم فهي الناصح المباشر والقريب على ابنتها وعائلتها، وهي المغذِّي الأمين للمبادئ الحسينية والزينبية لابنتها التي ستفتح عينيها غداً على عالم الموضات والإنترنيت والتلفاز وغيرها من الوسائل، تلك الوسائل التي تحشّدت من أجل إزلاف النساء عموماً وفتياتنا خصوصاً عن روح العفاف والحشمة والإيمان، فيجب على الأم أن تسعى بكل جهدها أن تزقّ ثقافة عفّة بنات الرسالة لبناتها، وتضفي على سلوكهن وملابسهن وحجابهن طابع الدين والحشمة، وألا يكون همها وهم بناتها الحضور الشكلي، وماذا لبست فلانة، أو ماذا وزّعت فلانة، أو غير ذلك من الأهداف الهابطة.

وأما ناعية الحسين (عليه السلام): فالمسؤولية عليها أكبر وأدق، فهي صاحبة المادة التي تلقيها على المستمعات، والتي يجب أن تكون تلك المادة مؤثرةً في قلوبهن، حاوية لحكم وعبر أهل البيت (عليهم السلام)، تؤسس في بناتنا ونسائنا الفضائل والأخلاق.

وأما صاحبة العزاء فهي الأخرى عليها مسؤولية أيضاً، فينبغي عليها أن تنتخب الناعية الواعية الجيدة، وأن تشرف على حشمة العزاء وقداسته، وألا تبخل بالموعظة والتوجيه على المعزيات للزهراء (عليها السلام)، حتى تنشأ نساؤنا وفتياتنا على مبادئ الحسين (عليه السلام).

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (65)