عن أمير المؤمنين (عليه السلام):«لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة»[1].
العقل مرشد الإنسان، وبوصلة الطريق التي توجهه، والعقل هو المقصود بالخطاب في رسالات الأنبياء، فإن اتباعه يؤدي بصاحبه إلى طرق النور والفلاح والخلاص من فتن الدنيا وأهوال الآخرة.
والعاقل غني في الدنيا والآخرة لأنه به يختار الصواب ويترك الأماني الضالة، والأوهام الباطلة المردية له في حاضره العاجل وآخره الآجل، وفي قبال هذا الغنى بالعقل هناك الفقر بالجهل، والجهل إنما يكون عند فقد العلم، ومن كلّ هذا يوجد ميراث يرثه الإنسان أفضله الأدب،لأن ميراث المال يفنى وعن إنفاقه يسأل الإنسان أفي حِلٍّ أنفقه أم في حرام؟! والكلام فيه يطول، ويكمل الإنسان دائرة تفكيره وأدبه وعقله بالمشاورة فهي كالدرع الذي يحمي موضع الضعف من الإنسان وهو الظهر لأن اليدين والعين لاتصل إليه، فالمشاورة عون وعين للمستشير.
وفي المشير صفات يمكن إجمالها في ثلاث:
1-العلم.
2-الخبرة والمعرفة بعواقب الأمور.
3- قصد الخير للمستشير.
وفي المستشير صفات هي:
1-الرغبة في المشورة والنصيحة.
2-العمل بالمشورة والنصيحة.
3-اختيار من هو أهل للمشورة والنصيحة.
وهذه الدائرة المعرفية تبدأ من العقل وتنتهي عنده، لأن العاقل بصير بما ينجيه ويخلّصه، وهو يسعى دوماً للتخلّص من الجهل، ويؤدّب نفسه بالآداب الحسنة، ويستشير أهل الحكمة والمعرفة، العارفين بمواطن الخير والصلاح؛ ليكمل عيوب نفسه ويزكيها بكل جميل وحسن، لأن ذلك دين الله القويم الموصل إلى الأخلاق والآدب وحسن السيرة والسلوك، ومنها إلى دار السلام، وهي الجنة، كما وصفها الله تعالى للمؤمنين بقوله: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ * وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[2].
سلام الله عليك يا أمير المؤمنين يا إمام البيان قائد الغر المجلين إلى الجنان.
مجلة ولاء الشباب العدد (60)