لسنا نجد مرحلة من مراحل عمر الإنسان يستغني فيها عن الإرشاد والتوجيه ولو على نحو التذكير في جميع نواحي الحياة، فخصوصاً إذا مرّ الإنسان بحالة تستدعي منه سلوكاً وموقفاً لا يسبب له حالة سلبية لا يجد فيها الرضا من نفسه.
يواجه المجتمع اليوم حالة من التحدّي مع توجّه ثقافات متعدّدة نحو المجتمع الإسلامي، تحاول بقصد وبدون قصد طمس الهوية الإسلامية وإذابة اللون النقي للمفاهيم الإسلامية في نفوس المسلمين.
ومن الثغور المهمة التي تحاول الثقافات الأخرى استغلالها الثقافة الضعيفة عند بعض النساء في شؤونها الدينية والثقافية والاجتماعية، مما جعلها نافذة تطل منها علينا بعض ألوان تلك الثقافات.
لذا لابدّ أن تعرف المرأة المسلمة الدور الذي تقوم بها في مثل هذه الحالات، ولا يتصوّر البعض أن لها مهامّاً صعبة فوق طاقتها، بل يتحقق القدر الناجح من دورها في الرجوع إلى بعض الآداب والأحكام النافعة التي لها مساس بصلاح المجتمع أفراداً وجماعات، وهي عينها تلك المنافذ التي يطل منها الآخرون بما يخالف ثقافتنا وحضارتنا الفاضلة، ويمكن بيان ذلك بعدة أمور:
الأول: الزينة والتبرّج أمام الأجانب، وهو مع كونه حكماً من الله تعالى فهما من أعظم الفتن في المجتمعات عموماً، وهما الممهدان للفواحش والانحراف وفقدان الحياء لكلا الجنسين، خصوصاً وأن فنون التبرّج في هذه الأيام، تكاد لا تحصى.
الثاني: المشية الملفتة للنظر، أيتها الأخت المسلمة، إذا كنت في الشارع، أو في أي مكان عام تجنبي المشية والحركات الملفتة للنظر، يقول الله سبحانه: (... وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ...)[1].
وهو ما تشترك به مع الرجل من الآداب من غضّ البصر، والمشي باتزان، والسكينة والوقار، والمشي بتواضع.
قال الله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ...)[2].
وقال سبحانه: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ...)[3].
ولا تخرجي عن حد الاعتدال فتكوني موضع تهمة بخفة العقل والأفعال والأقوال.
الثالث: العطر، لا يقلّ خطر الطيب والعطر عن خطر الزينة والتبرج، فتجنبي العطر الفواح الذي يصل للآخرين، فإن أردت أيتها العفيفة وضع العطر، فاقتصري على زوجك في المنزل، أو تطيّبي بما تذهب رائحته سريعاً.
الرابع: طريقة الكلام، احذري الميوعة في الكلام، بتصنّع نطقه بطريقة مائعة لمخارج الحروف، قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)[4].
وتجنبي كثرة الكلام والمزاح والضحك، لأنّ كثرتها للرجال والنساء، تورث قساوة القلب، وقلة الورع والذنوب والعيوب والملامة والزلل والملل، وتذهب بالبهاء.
الخامس: الصور الخاصة، وهي حالة منتشرة مع انتشار برامج التواصل، فتوضع صور حفل الزواج أو صور التخرّج بأشكال مختلفة، وهي حالة خطرة حتى بين الصديقات، فلا ضمان لعدم انتشارها لغير المناسب بحال من الأحوال.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (39)