قال اللهُ تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[1]، هل أنّ الله يستجيب دعاء كلّ شخص؟
للجواب عن هذا السؤال لا بدّ من بيان ماهي شروط الدعاء، وآدابه، وأوقاته، وموانعه؟ فعند توفرها يكون العبد حينئذٍ مظنة لاستجابة الدعاء، فقد قال الإمام الصادق(عليه السلام): «احفظ آداب الدعاء... فإن لم تأتِ بشرط الدعاء، فلا تنتظر الإجابة»[2].
شروط استجابة الدعاء وآدابه:
هناك شروط وآداب كثير للاستجابة نذكر أهمّها:
أن يكون الداعي على طهارة، وخصوصاً إذا كان الدعاء عقيب الصلاة، وأن يبدأ بالبسملة، ثمّ يصلّي على محمد وآل محمد قبل الدعاء وبعده، وأن يُقرّ الداعي بذنوبه التي اقترفها أمام الله تبارك وتعالى، ويكون مذعناً تائباً عمَّا اقترفه من خطايا، وأن يحسن الظنّ بالله تعالى حين الدُّعاء -بل مطلقاً-، والوفاء لله تبارك وتعالى بطاعته وعدم معصيته، والخشية من الله، والبكاء خوفاً منه، والدعاء للغير بظهر الغيب، وكذلك التضرّع والخشوع، والإلحاح، والتوسُّل، وغيرها.
أوقات وأماكن استجابة الدعاء:
أما الأوقات المستحبة فهي: وقت السحر، وليالي الجمعة، وأدبار الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وعند قراءة القرآن، وفي السجود، ودعاء الصائم في شهر رمضان، وأيام الأعياد، وليلة القدر، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، ودعاء الوالد لولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المضطر، وغيرها.
وأما الأماكن المستحبة فهي: بيت الله الحرام، والمساجد، والمشاهد المعظمة لأهل البيت(عليهم السلام)، لاسيّما تحت قبة أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، وغيرها من الأماكن.
موانع استجابة الدعاء:
* ألاّ يُملي على الله تعالى ما يراه العبد صالحاً له؛ لإنّه لا يعلم -واقعاً- ما هو الأمر الذي يصلحه، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تُعلّمني ما يصلحك»[3].
* الدعاء لما لا يكون (كالمستحيل مثلاً)، ولا يحلّ (كالزنا مثلاً)، قال الإمام عليّ(عليه السلام): «يا صاحب الدعاء، لا تسأل عمّا لا يكون ولا يحلّ»[4].
* الاستعجال، قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالى في حاجته ما لم يستعجل»[5].
وبالنتيجة أنّ عقيدتنا بإجابة الدعاء هو لا بدّ من توفر مقتضيات الدعاء ورفع الموانع؛ كي يستجيب الله تعالى لنا، وإلّا فالدعاء محجوب.
مجلة اليقين العدد (56)