جامع العاقولي

جامع العاقولي

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في التوراة مكتوب: (أن بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهر في بيته، ثم زارني في بيتي، ألا إن على المزور كرامة الزائر، ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة)[1].

نعم ان المساجد هي بيوت الله تعالى التي يؤوي إليها عباده المؤمنين لعبادته والتقرب إليه بأنواع القربات من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، لتخشع القلوب وتخضع الجوارح عند مناجاة خالقها ومدبرها، لكي يلتقي فيها المؤمنون ويتعارفون ويتفقد أحدهم الآخر ويتواسون في السراء والضراء ولكي يتعلم في هذه البيوت القرآن المعارف الإلهية.

المساجد في العراق يعود تاريخها إلى أوائل العصر الإسلامي، ويوجد في العراق الكثير من المساجد الأثرية والتراثية القديمة، والجامع الذي نحن في صدد الحديث عنه أحد هذه المساجد الأثرية القديمة.

جامع العاقولي:

سُمي الجامع بهذا الاسم نسبة للقاضي العاقولي حيث هو من قام ببناء هذا الجامع ببغداد، وقد اوقفه على شيخه وعشرة صبيان يقرؤون القرآن واوقف عليه املاكه كلها، وتم ايقاف املاك كثيرة على هذا الجامع بأزمان مختلفة اذ استمر هذا الجامع حاملاً اسم القاضي العاقولي حتى الان، وتم ترميمه وصيانته وبناء اجزاء منه طيلة هذه المدة الطويلة.

والعاقولي هو الذي تولى القضاء في بغداد بعد سنة من دخول هولاكو لبغداد (عام ٦٥٦هـ) حيث تولى القضاء في بغداد (عام ٦٥٧ هـ) واستمر في مجلس القضاء في بغداد حتى توفّاه الأجل (عام٧٢٨) اي ما يقارب (71) سنة، واسمه جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن ثابت العاقولي، والذي يوجد قبره في هذا الجامع.

موقع الجامع:

جامع العاقولي من مساجد العراق القديمة والأثرية، ويقع في جانب الرصافة من مدينة بغداد، وبني الجامع في عام (728هـ/1327م)، وتبلغ مساحته دونم واحد تقريباً.

شكل البناء للجامع:

 ويمتاز الجامع بعدة قباب متصلة ببعضها، وترتكز القباب على أربعة أعمدة من المرمر البُنِّي، وتعلوه نقوش زهرية اضافة إلى ارتكاز القباب على الجدران المحيطة، ويحوي الجامع محرابين أحدهما خارج الحرم في المُصلّى الصيفي، وفيه منارة مئذنة عالية ذات حوض واحد ومبنية بطراز هندسي ومعماري قديم.

وأجريت على الجامع أعمال الصيانة والترميم عدة مرات وآخر صيانة أجريت للجامع كانت في عام (1431هـ/ 2010م)، وتقام فيه حالياً صلاة الجمعة وصلاة العيدين وسائر الصلوات.

المصدر: بيوت المتقين (67) شهر ذي الحجة 1440هـ

 


[1]  الهداية الشيخ الصدوق: ص133.