مقدّمة:
لقد حكم يزيد بن معاوية ثلاث سنين، وخلال هذه المدّة ارتكب الكثير من الجرائم، ففي السنة الأُولى قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، وفي السنة الثانية أباح المدينة المنوّرة لجيش مسلم بن عقبة، حيث قتل فيها أولاد المهاجرين والأنصار، وأكثر فيها السفك والهتك، وفي السنة الثالثة أمر برمي الكعبة المشرّفة بالمنجنيق حتّى احترقت أستار الكعبة.
فبعد معركة الطف الأليمة والصدمة الدموية التي صُدمت بها الأمة الإسلامية بفقد سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته وصحبه وسبي نسائه، بدأ الشعور بالذنب يتنامى بين الناس، فكان الندم حليفهم حتى تُرجم ذلك الإحساس بتنظيمات معارضة ضد حكومة يزيد والقيام بكثير من الثورات والحركات، منها ثورة أهل المدينة التي عرفت فيما بعد بواقعة الحَرة وقد حدثت بعد واقعة الطف، أي في سنة 63هـ . وهي حدث مرير ومحزن للغاية، وأمر ثقيل جداً وتعد حقيقة من فجائع التاريخ، وواحدة من أبشع الحوادث في عهد بني أمية، کتب عنها بن مُسکويه قائلاً: «واقعه الحرّة من أشد وأصعب الحوادث عنفاً».
وكان سبب ثورة أهل المدينة هو ذهاب عدة منهم إلى الشام بقيادة عبد الله بن حنظلة الأنصاري ـ الذي يُعرف أبوه بغسيل الملائكة ـ على أثر الأخبار التي وردت إلى المدينة المنوّرة والتي تتحدّث عن استهانة يزيد بالإسلام والمسلمين، فذهبوا إلى مقرّ الحكومة في الشام، واطّلعوا على أعمال يزيد عن قرب، ورأوا بأعينهم ما يقوم به من هتك لحرمة الإسلام والمسلمين، وشربه الخمر ولعبه القمار وملاعبته للكلاب والقردة.
ولمّا عادوا إلى المدينة نقلوا لأهلها ما شاهدوه في الشام وحدّثوا أهلها بفساد البلاط الأموي، وأخذوا يحثّون الناس على الثورة والتمرّد على يزيد، فوقف عبد الله بن حنظلة أمام أهل المدينة وخاطبهم: «فو الله ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إنّه رجل ينكح الأُمّهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة»[1]، وكان عبد الله بن حنظلة شريفاً فاضلاً عابداً استفاد من موقعه الاجتماعي بين الناس في دعوتهم للالتحاق به والالتحام معه لمحاربة يزيد وبني أمية، وانتخبه أهل المدينة المنورة حاكما عليهم، وبايعوه في اليوم الأول من شهر محرم الحرام عام 63 هـ، وطردوا عثمان بن محمد بن أبي سفيان، حاكم المدينة المنورة وعامل يزيد فيها، ثم أُلقي القبض على بني أمية والقريشيين المتفقين مع بني أمية، وأعدادهم تصل إلى الألف، فحُبسوا في بيت مروان بن الحکم، ثم أرسل حاکم المدينة المنورة قميصه الممزق قطعة قطعة إلی يزيد، وبعث له برسالة کتب فيها: ((استصرخنا فلقد أخرج أهل المدينة المنورة أهلنا منها)).
لما وصل هذا الخبر إلی يزيد، أرسل إلی المدينة المنورة رجلاً يدعى مسلم بن عقبة يقود جيشاً جرّاراً، وقد کان متعطشاً للدماء لا يرحم، وأمره بقمع الاضطرابات في المدينة المنورة، وعلی رغم أنه کان طاعناً في السن، قد ناهز عمره التسعين عاماً، إلا أنه قَبِل هذه المهمة، وأمرت الحكومة أن ينادی: «تعبّأوا أيها الناس لقتال أهل الحجاز وخذوا عطاءکم، فکان کل من يتعبأ ويستعد، يعطی له مائة دينار في نفس الوقت، فلم تمض إلا فترة قصيرة حتی اجتمع حوالي اثني عشر ألف رجلٍ، وفي رواية أخری: أنه قاد (20) ألفا فارساً وسبعة آلاف راجلاً، وأعطی يزيد جائزة مائة دينار لكل فارس ومائة دينار لكل راجل، وأمرهم أن يلتحقوا بمسلم بن عقبة، وساير يزيدُ مسلمَ بن عقبة وجيشه حوالي فرسخاً ونصفا، ثم رجع، وکان بين الجيش من المسيحيين الشاميين أيضاً، كانوا قد استعدوا لحرب أهل المدينة المنورة، وأوصى يزيدُ مسلمَ بن عقبة في ما يخص أهل المدينة المنورة فقال: ادع القوم ثلاثا، فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم، وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا ظهرتَ عليهم، فأَبِحْ المدينة ثلاثا، ثم أكفف عن الناس، وخذ البيعة من الناس، أن يکونوا عبيداً قناً ليزيد، ومتی ما خرجت من المدينة المنورة فاتجه نحو مكة.
فقَدِم المدينة ونزل (حرة واقـم) - إحدى حرتي المدينة، وهي الشرقية سميت باسم رجل من العماليق اسمه (واقم) نزلها في الدهر الأول، والمدينة تقع بين حرتين، (حرة واقم) و(حرة ليلى)-، و«الحرّة» في اللغة: الأرض المحصبة وذات التضاريس الصخرية الغير متكافئة، وتحتوي علی صخور سوداء وكأنّها محروقة، واجتيازها صعب للغاية، فأخذت الواقعه اسمها من هذه المنطقة، حيث هاجم الجيش الشامي الذي يمثل حکومة يزيد، المدينة المنورة من الضلع الشرقي لها، يعني من الجهة المحصبة المليئة بالتضاريس والصخور.
وکان من غير المحتمل أن يشن جيش الشام هجومه من الجهة الوعرة والصخرية التي تقع في الضلع الشرقي من المدينة المنورة، أو يحققوا شيئا إن شنوا هجومهم من تلك الجهة، لكن غزو الجيش بدأ من تلك المنطقة علی أهل المدينة المنورة، وأخيراً، مُنيَ أهل المدينة المنورة بالهزيمة، وانتصر جيش مسلم بن عقبة، فدخل جيشه إلی المدينة المنورة، وأعملوا فيهم السيف، ثم قاموا بجرائم بشعة يندی منها الجبين، من اغتصاب للنساء وقتل للأطفال والشيوخ وبقر لبطون الحوامل.
وفعل مسلم بن عقبة (کما أمره يزيد بن معاوية)، فبعد أن دخل جيش الشام إلی المدينة المنورة قال: لکم أن تفعلوا ما تشاؤون، فأغاروا علی المدينة ثلاثة أيام وأبيحت المدينة المنورة بهذا النحو ثلاثة أيام لجيش الشام، وتعرضوا للسلب والنهب والاستغلال من جميع الأطراف، ولم يكن الرجل والمرأة في مأمن من الأذى والضرر.
فکان الناس يقتلون وتنهب وتُصادر أموالهم وممتلكاتهم. والأشد و الأنكی من قتل ونهب أهل المدينة المنورة التي فيها الجيل المتبقي من صحابة النبي(صلى الله عليه وآله) والمهاجرين والأنصار، هي أن هذا العسكر الجشع واللامبالي قام باغتصاب النساء، فهتَك النواميس وأعراض أهل المدينة المنورة، فعند هجوم جيش أهل الشام علی بيوت مدينة النبي(صلى الله عليه وآله) ، هتکوا حرمة الآلاف من النساء، فولدن الآلاف من الأطفال لآباء غير معروفين، ولهذا أطلق علی ذريتهم تسميتهم «بأبناء الحرة».
وهکذا امتلئت شوارع المدينة بجثث القتلی التي وصلت دمائها إلى مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) وحکم علی الأطفال الذين في أحضان أمهاتهم بالموت، وتعرض صحابة النبي(صلى الله عليه وآله) للتعذيب وسوء المعاملة، وهتکت حرمتهم، وقد بلغ التدمير وشدة التجاوزات في قتل مسلم بن العقبة أنهم أسموه بعد ذلك «بمسرف بن عقبة»، وارتَدَوا علی قتلاهم ثياب السواد، وکان يسمع من داخل منازلهم صوت النياحة والبکاء لعام کامل، حزناً علی قتلاهم، لم ينقطع أبداً.
قال أبو معشر: دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي، فقال لها: هل من مال؟ قالت: لا والله ما تركوا لي شيئاً، فقال: والله لتخرجن إليّ شيئاً أو لأقتلنّك وصبيّك هذا.
فقالت له: ويحك إنه ولد ابن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولقد بايعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) معه يوم بيعة الشجرة على أن لا أزني ولا أسرق ولا أقتل ولدي ولا آتي ببهتان افتريه، فما أتيت شيئاً، فاتّق الله، ثمّ قالت لابنها: يا بني، والله لو كان عندي شيء لافتديتك به.
قال: فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه، فجذبه من حجرها فضرب به الحائط، فانتثر دماغه في الأرض، قال: ولم يخرج من البيت حتّى أسود وجهه، وصار مثلاً [2].
نقل ابن قتيبة: «أنه قُتل من صحابة النبي(صلى الله عليه وآله) ثمانين صحابياً، فلم يبق بعد ذلک اليوم صحابياً بدرياً، وقتل من قريش والأنصار سبعمائة شخص، وقتل من سائر الناس من الموالي والعرب والتابعين عشرات الآلاف من القتلی»، وأغاروا علی المدينة، وافتضوا ألف بکر، «فإنَّا للهِ وإنَّا الَيهِ راجِعُونَ».
وروی سبط ابن الجوزي عن المدائني أنه قال: «بلغ عدد قتلی الحرّة يومئذ من کبار قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الناس ومن الموالى سبعمائة رجل، ومن العبيد والإماء والرجال والنساء حتی وصل أعدادهم إلی عشرة آلاف، ووصلت الدماء إلی قبر النبي(صلى الله عليه وآله) وامتلأت الروضة الشريفة ومسجد النبي(صلى الله عليه وآله) بها»، وقد عبر مجاهد عن شدة إراقة الدماء فقال: «التجأ الناس إلی حجرة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومنبره، فکانت السيوف تنزل عليهم وتحصدهم».
وكانت هذه الواقعة المعروفة بواقعة الحرّة قبل هلاك يزيد الفاسق بشهرين ونصف.
موقف الإمام السجاد (عليه السلام) على الحياد في وقعة الحرة:
من الغريب أن الأنصار مع احترامهم الكبير لأهل البيت (عليهم السلام) واستشهاد بعضهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) واستنكارهم قتله وإقامتهم العزاء عليه، واستقبالهم المؤثر للإمام زين العابدين (عليه السلام) والسبايا.. لكنهم لم يستشيروا الإمام السجاد (عليه السلام) في خلع يزيد، ولا جعلوا ثورتهم بسبب قتل الحسين وآل الرسول (عليهم السلام)، مع أن ابن الزبير الموصوف بعدائه لعلي (عليه السلام) دعا الناس إلى نفسه وأظهر الطلب بدم الحسين (عليه السلام) [3].
فكان الأحرى بالأنصار أن ينهضوا ثأراً لأهل بيته (عليهم السلام) لأنه ثأرٌ للنبي(صلى الله عليه وآله) يجب على المسلمين كافة القيام به، ويجب عليهم خاصة لتحالفهم مع النبي(صلى الله عليه وآله) وبيعتهم له قبل هجرته، على حمايته مما يحمون منه أنفسهم وحماية أهل بيته وذريته (عليهم السلام) مما يحمون منه ذراريهم![4]، لكنهم لم يفعلوا ذلك، بل جعلوا سبب ثورتهم فساد يزيد وفقده الشرعية لأنه فاسقٌ فاجر، وكأن أباه معاوية كانت له شرعية ولم يكن فاسقاً فاجراً!
خطر جيش يزيد على حياة الإمام (عليه السلام)
استمرت مفاوضات جيش يزيد وأهل المدينة أياماً من أواخر ذي الحجة سنة 63 [5] وفي هذه المدة غادر كثير من أهل المدينة، وبعضهم خرجوا منها قبل وصول الجيش الأموي، وأرسل الإمام زين العابدين (عليه السلام) عياله ومن حماهم في تلك الفترة إلى ينبع[6]، وبقي بعض عياله في المدينة.
وروت المصادر أن الإمام (عليه السلام) كان يتخوف من وحشية جيش يزيد أن تصل إليه، وهذا طبيعي حتى وإن كان الإمام (عليه السلام) يعرف أنه سينجو من القتل لأنه قد يلاقي غير القتل. وحتى لو بلغه (عليه السلام) أن يزيداً أوصى قائده بعدم التعرض له، فإن بن عقبة طاغية سفاكٌ للدماء، مبغض لأهل البيت (عليهم السلام)، ولا يحترم مروان بن الحكم ولا غيره سوى شخص يزيد! فمن الممكن أن يرتكب أي حماقة ثم يغفر له يزيد لتاريخه في خدمة بني أمية!
فلذلك أن خطر إقدامه على قتل الإمام (عليه السلام) كان قائماً حتى مع وصية يزيد!
وتفاوتت الروايات في مجيء الإمام (عليه السلام) إلى الطاغية بن عقبة، فأشار بعضها إلى أن الإمام (عليه السلام) كان غائباً عن المدينة، وأنه أخَّر مجيئه حتى كان الطاغية بن عقبة يسأل عنه ويتهدده ويتوعده.
لذلك نرى أن رواية المسعودي التالية أقرب إلى الصحة، قال في مروج الذهب[7]: (ونظر الناس إلى علي بن الحسين السجاد وقد لاذ بالقبر وهو يدعو، فأُتِيَ به إلى الطاغية (مسرف) وهو مغتاظ عليه، فتبرأ منه ومن آبائه، فلما رآه وقد أشرف عليه ارتعد وقام له وأقعده إلى جانبه، وقال له: سلني حوائجك، فلم يسأله في أحد ممن قُدِّم إلى السيف إلا شفَّعَه فيه ثم انصرف عنه، فقيل لعلي: رأيناك تحرك شفتيك فما الذي قلت؟ قال: قلت: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن والأرضين السبع وما أقللن، رب العرش العظيم، رب محمد وآله الطاهرين، أعوذ بك من شره وأدرأ بك في نحره، أسألك أن تؤتيني خيره وتكفيني شره.
وقيل لمسلم: (رأيناك تسب هذا الغلام وسلفه، فلما أُتيّ به إليك رفعت منزلته! فقال: ما كان ذلك لرأي مني، لقد مُلئ قلبي منه رعباً)[8].
وأصرح منها رواية المناقب[9]: (سأل ليث الخزاعي سعيد بن المسيب عن إنهاب المدينة؟ قال: نعم شدوا الخيل إلى أساطين مسجد رسول الله ورأيت الخيل حول القبر وانتهب المدينة ثلاثاً، فكنت أنا وعلي بن الحسين نأتي قبر النبي(صلى الله عليه وآله) فيتكلم علي بن الحسين بكلام لم أقف عليه فيحال ما بيننا وبين القوم ونصلي، ونرى القوم وهم لا يروننا)!
وفي رواية بن البطريق في العمدة[10]: (لم يبق بها دارٌ إلا انتهبت سوى دار علي بن الحسين فإنه حماها رجلٌ من أهل الشام تلك الثلاثة الأيام، فلما كان بعد الثلاثة الأيام أخرج له علي بن الحسين ملاءة قد جمع بها حلياً وثياباً من نسائه وقال له: خذ هذا من بنات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقال له: لم أفعل ذلك لسبب بل أرجو الجنة، فقال: خذه ولك ما طلبت). انتهى.
وهذه الروايات تدل على أن الإمام (عليه السلام) كان في تلك الأيام في المدينة مع بعض عياله، ومضمونها متناسب مع شخصية الإمام (عليه السلام) وما ثبت عنه من تصرفاته في لقاءاته مع طغاة بني أمية، كيزيد ومروان عبد الملك،
وفيها دلالات مهمة، منها أن الإمام (عليه السلام) كان حريصاً في ذلك الظرف الخطر على زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) والصلاة والدعاء في مسجده، بعد أن أهان حرمة المسجد والقبر الشريف وحوش أهل الشام، وربطــوا خيولهم فـي أعمدته!
وتدل على أنه يوجد في جيش الشام أفراد شيعة يعرفون مقام أهل البيت (عليهم السلام) كالذي حمى بيت الإمام (عليه السلام) من النهب والعدوان، ولا بد أن يكون معه آخر أو آخرون، لهم نفوذٌ مّا في جيش يزيد!
كما أنها تكشف الموقف الحقيقي لمروان بن الحكم، فعندما أحضر بن عقبة الإمام (عليها السلام) وأخذ يشتم العترة النبوية (عليهم السلام) أخذ مروان يؤمِّن على شتمه ويحرِّضُهُ على قتله، حتى إذا دخل عليه الإمام (عليه السلام) وألقى الله على الطاغية هيبته والرعب منه، غَيَّر مروان كلامه فأخذ يمدح الإمام (عليه السلام)!
رغم حماية الإمام (عليه السلام) لعائلة مروان عندما طردهم أهل المدينة والتي شرحها الطبري[11]: بقوله: (لما أخرج أهل المدينة واليها عثمان بن محمد كلَّم مروان بن الحكم ابن عمر أن يغيب أهله عنده فأبى بن عمر أن يفعل! وكلّم علي بن الحسين وقال: يا أبا الحسن إن لي رحماً وحرمي تكون مع حرمك؟ فقال: أفعل، فبعث بحرمه إلى علي بن الحسين، فخرج بحرمه وحرم مروان حتى وضعهم بينبع).
مخالفة وصيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأهل المدينة:
خرج جيش مسلم بن عقبة من المدينة المنوّرة محمّلا بالغنائم بعد أن اعتدى على أعراض النساء، متّجهاً نحو مكّة، ضارباً عرض الجدار وصيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بمدينته الحبيبة، حيث قال (صلى الله عليه وآله): «مَن أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً» [12].
لتحميل الملف اضغط هنا
[1] تاريخ مدينة دمشق 27/429.
[2] الإمامة والسياسة 1/184.
[3] الأخذ بالثار للسيد الأمين/10.
[4] الطبراني الأوسط:2/207.
[5] الطبري:4/374.
[6] الخرائج:1/290.
[7] مروج الذهب: 719.
[8] الروض المعطار/322.
[9] المناقب:3/284.
[10] العمدة:321.
[11] الطبري:4/372.
[12] مسند أحمد 4/55، المعجم الكبير 7/143.