اسمه: سعد بن الحارث الخزاعي
ولادته: لم نعثر على تاريخ ولادته.
في عهد الإمام علي (عليه السلام):
سعد مولى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان والياً له على أذربيجان، ومن شرطة الخميس في الكوفة، ولم يحدد متى فوّض إليه هذه المهمات[1]، ولكن نظراً إلى ما ورد في الأخبار أن سعداً كان كقنبر من خواص ومعتمدي الإمام علي (عليه السلام).
وأنّ الإمام علي (عليه السلام) بعثه مفتشاً إلى الولاية التي كان زياد بن أبيه فيها حاكماً، وحدث بينه وبين زياد مشادة كلامية، ومن أعماله الأخرى أن الإمام (عليه السلام) عيّنه مراقباً على يزيد بن حجية حينما سجن يزيد بسبب خيانته عندما كان يزيد عامل الإمام (عليه السلام) في الري.
في عهد الإمامين الحسنين (عليه السلام):
بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة 40هـ. انضم سعد بن الحارث إلى الحسن (عليه السلام)، ثمّ إلى الحسين (عليه السلام) وخرج معه إلى مكّة ثمّ إلى كربلاء، واستشهد بين يديه يوم عاشوراء[2]. أورد السماوي أن ابن شهر آشوب في المناقب ذكره في زمرة شهداء الحملة الأولى يوم عاشوراء[3].
يكفي سعد بن الحارث انه نال الشهادة مع الإمام الحسين (عليه السلام) الذي قال بحقهم: (... اللهم إنك تعلم انى لا اعلم أصحابا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي فجزاكم الله خيراً فقد آزرتم وعاونتم، والقوم لا يريدون غيري ولو قتلوني لم يبتغوا غيري أحداً فإذا جنكم الليل فتفرقوا في سواده وانجوا بأنفسكم)[4].
وما قاله الإمام (عليه السلام) لم يكن نابعاً من عاطفة قد يتخيّلها البعض من عوام الناس، فالإمام لا يقول كلاماً إلاّ كان مستنداً الى علم الله تعالى وما ينطق تبعاً لأهوائه حاشاه من ذلك فهو (عليه السلام) ريحانة المصطفى (صلى الله عليه وآله) وسيد شباب أهل الجنّة وهو المعصوم، وقد جاء علمه لما خبرهم من الجلادة والصلابة والاستعداد بالفداء بأنفسهم الطاهرة في سبيل الدين، وهذا ما نراه واضحاً من قوله (عليه السلام) لأخته زينب (عليها السلام) عندما سألته عن أصحابه فقال (عليه السلام): (والله لقد بلوتهم فما وجدت بينهم إلاّ الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب أُمّه)[5].
صحبته للنبي (صلى الله عليه وآله):
هناك روايات تحكي أن سعداً كان من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله)، ولكن يبدو أن هذا الخبر ليس صحيحاً؛ لأنّه لم يرد في الكتب أنه أدرك النبي (صلى الله عليه وآله)[6].
الوفاة:
استشهد يوم العاشر من المحرّم سنة 61 هــ مع الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف.
مجلة بيوت المتقين العدد (67)