تعدّ مواقع التواصل الاجتماعي في عالم الإنترنيت منصة اجتماعية للتعارف والتواصل الإنساني؛ إذ إنّ الإنسان بحسب طبيعته وخلقته هو موجود اجتماعي بالطبع، مجبول على التعارف والاجتماع والتواصل، فما إن يجد له طريقة جديدة للتواصل والتعارف إلّا ودخلها من أوسع أبوابها، وغار في أوساطها، وما ذلك إلّا للغريزة التي زرعت فيه منذُ خلقته وتكوينه، والمرأة هي واحدة من هذا العالم الإنساني الذي جُبل على تلك الغريزة، فتراها هي الأخرى مع الرجل في عالم التواصل والتعارف، وتبني العلاقات مع الآخرين، وتؤسس عليها، وتشترك وتنشر وما إلى ذلك، وهذا يعدُّ طبيعياً في الأجواء الاجتماعية كما يرى علماء الاجتماع وغيرهم، بَيْدَ أنّ علاقة المرأة بالرجال في تلك المواقع يمكن أن ننظر إليها من زاويتين:
الزاوية الأولى: زاوية شرعية، وهذه الزاوية مهمّة للغاية، فالإسلام يحرّم على الفتاة والشاب تأسيس العلاقات العاطفية مطلقاً إلّا ضمن المعايير الشرعية، فما كان منها كذلك فهو حلال، وإلّا فهو مشطوب عليه بالخط الأحمر!
وهذا لا يعني أنّ الإسلام دين يريد أن يكبت روح العلاقات فيما بين الجنسين، ويغلق عليهم روح المؤانسة والمودّة والحب، وأن يعيشوا مبتعدين متنافرين، كيف لا وأنّ الإسلام هو الداعي للعلاقات الطيبة الصادقة، غاية الأمر أن تكون تلك العلاقات ضمن إطارها الشرعي، فنرى أنّ الإسلام قد ضخ الكثير من الروايات في هذا الشأن، وما ذلك إلّا لأجل شدّ أواصر العلاقات بالمودّة والرحمة.
الزاوية الثانية: بغض النظر عن الزاوية الشرعية: هل يكتب لهذه العلاقات النجاح أم لا؟ وهل هناك ثقة ما وراء الكيبورد والموبايل؟
الجواب: إنّ الثقة ليست بالأمر الهيّن الذي ينشأ بين يوم وليلة، لا سيّما أنّ الأمر الذي يسعى له الجانبان هو الزواج إن كانوا صادقين بنيتهم؛ لأنّ الزواج يعتبر بناءً مهماً في الإسلام وفي عالم البشر، فإن تأسس على أساس رخوٍ، فإنّه سينهار بالطرفين بوادٍ سحيق.
وممّا يقوّي هذا الكلام هو التجارب المؤلمة التي تقع فيها كثير من الفتيات الساذجات، أو يقع فيها الشباب السذج، فيدخلون في علاقات يظنون أنّها من المسيرة الصحيحة الصادقة، لكن في وسط الطريق أو في نهاياته ينكشف السراب عن صحراء قاحلة! فهل من مدّكر؟!
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (63)