1- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: «أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام) إِلَى زُرَارَةَ أَنْ يُعْلِمَ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ أَنَّ أَوْصِيَاءَ مُحَمَّدٍ عَلَيْه وعَلَيْهِمُ السَّلَامُ مُحَدَّثُونَ»[1].
2- عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) يَقُولُ: «الأَئِمَّةُ عُلَمَاءُ صَادِقُونَ مُفَهَّمُونَ مُحَدَّثُونَ»[2].
3- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ ذُكِرَ الْمُحَدَّثُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فَقَالَ: «إِنَّه يَسْمَعُ الصَّوْتَ ولَا يَرَى الشَّخْصَ، فَقُلْتُ لَه: جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّه كَلَامُ الْمَلَكِ، قَالَ: إِنَّه يُعْطَى السَّكِينَةَ والْوَقَارَ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّه كَلَامُ مَلَكٍ»[3].
4- عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عليه السلام): «إِنَّ عَلِيّاً(عليه السلام) كَانَ مُحَدَّثاً فَخَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: جِئْتُكُمْ بِعَجِيبَةٍ، فَقَالُوا: ومَا هِيَ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عليه السلام) يَقُولُ: كَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) مُحَدَّثاً فَقَالُوا مَا صَنَعْتَ شَيْئاً إِلَّا سَأَلْتَه مَنْ كَانَ يُحَدِّثُه فَرَجَعْتُ إِلَيْه، فَقُلْتُ: إِنِّي حَدَّثْتُ أَصْحَابِي بِمَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالُوا مَا صَنَعْتَ شَيْئاً إِلَّا سَأَلْتَه مَنْ كَانَ يُحَدِّثُه، فَقَالَ لِي: يُحَدِّثُه مَلَكٌ، قُلْتُ: تَقُولُ إِنَّه نَبِيٌّ؟ قَالَ: فَحَرَّكَ يَدَه هَكَذَا (ثم قال) أَوْ كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ أَوْ كَصَاحِبِ مُوسَى أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ أومَا بَلَغَكُمْ أَنَّه قَالَ وفِيكُمْ مِثْلُه»[4].
5- عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) يَوْماً فَقَالَ: «يَا حَكَمُ هَلْ تَدْرِي الآيَةَ الَّتِي كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) يَعْرِفُ قَاتِلَه بِهَا ويَعْرِفُ بِهَا الأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِي كَانَ يُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ.
قَالَ الْحَكَمُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ وَقَعْتُ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ تِلْكَ الأُمُورَ الْعِظَامَ قَالَ: فَقُلْتُ لَا والله لَا أَعْلَمُ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: الآيَةُ تُخْبِرُنِي بِهَا يَا ابْنَ رَسُولِ الله؟َ قَالَ: هُوَ والله قَوْلُ اللهَ عَزَّ ذِكْرُه: ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولَا نَبِيٍّ ولَا مُحَدَّثٍ، وكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(عليه السلام) مُحَدَّثاً.
فَقَالَ لَه رَجُلٌ يُقَالُ لَه عَبْدُ اللهَ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَخَا عَلِيٍّ لأُمِّه سُبْحَانَ اللهَ مُحَدَّثاً كَأَنَّه يُنْكِرُ ذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا أَبُو جَعْفَرٍ(عليه السلام)، فَقَالَ: أَمَا والله إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ يَعْرِفُ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: هِيَ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُو الْخَطَّابِ فَلَمْ يَدْرِ مَا تَأْوِيلُ الْمُحَدَّثِ والنَّبِيِّ»[5].
الشرح:
قال الإمام علي بن الحسين(عليه السلام): «هُوَ والله قَوْلُ اللهَ عَزَّ ذِكْرُه: (ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولَا نَبِيٍّ -ولَا مُحَدَّثٍ-)»، إطلاق الرسول على المحدّث من باب التغليب أو على أن المراد بالرسول معناه لغة، وكل من أرسله إلى أحد فهو رسول، أو على أن رسول الرسول أيضاً رسول مجازاً، كما في قوله تعالى: (إذ أرسلنا إليهم اثنين)، مع أن الاثنين لم يكونا رسولين لله تعالى بل لعيسى(عليه السلام).
وقوله(عليه السلام): «كَانَ أَخَا عَلِيٍّ لأُمِّه»، قيل: كان أخا علي بن الحسين لأُمّه رضاعاً، وقيل: كانت أُمّه جارية الحسين(عليه السلام)، وكانت مربية لعلي بن الحسين(عليهما السلام)وهو زوجها بعد مراجعته من كربلاء فولدت ابناً فكان بمنزلة أخيه من أُمّه مجازاً.
وقوله(عليه السلام): «إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ»، أراد به أباه(عليه السلام).
قوله(عليه السلام): «هِيَ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُو الْخَطَّابِ»، أي: هذه القضية أو هذه الحكاية أو هذه المعرفة وفاعل قال أبو جعفر أو علي بن الحسين(عليهما السلام) وأبو الخطّاب محمّد بن مقلاص لعنه الله.
قوله(عليه السلام): «فَلَمْ يَدْرِ مَا تَأْوِيلُ الْمُحَدَّثِ والنَّبِيِّ»، فزعم أن المحدّث نبي.
مجلة بيوت المتقين العدد (87)