جامع ومرقد الشيخ عمر السهروردي، هو من مساجد بغداد الأثرية القديمة، هذا البناء يعد تحفة أثرية نادرة تعود للعهد السلجوقي.
موقع الجامع:
يقع الجامع بين شارع الشيخ عمر وسور بغداد القديم عند الباب الوسطاني في جانب الرصافة من مدينة بغداد، ويطل على الطريق السريع (شارع محمد القاسم)، ويبعد عن مركز المحافظة كيلو متر واحد.
الشكل والبناء:
يحتوي المسجد على مصلى حرم واسع تبلغ مساحتهُ 600م2، وتتوسطهُ قبة مستندة على عشرة ركائز بالإضافة إلى جدران سميكة البناء تحيط بهِ، وقبة محرابهِ مغلفة بالمرمر، وفي داخل مصلى الحرم باب تطل على ضريح الشيخ عمر السهروردي، ويعلو الضريح قبة مخروطية على طراز القبب السلجوقية، ولقد أجريت عليها صيانة وتعمير لمرات عدة إلا إنها لم تراعي الجانب التراثي الأثري، وفي الجامع مصلى صيفي واسع ويحيط بالجامع مقبرة قديمة، وتقام في الجامع الصلوات الخمس، ويتسع الجامع لأكثر من 400 مصلٍ.
وقبة الجامع المخروطية هي من أبرز الآثار التأريخية الإسلامية وتعتبر من الفن المعماري للعصر العباسي في مقبرة كانت تسمى المقبرة الوردية في بغداد، ثم تغير أسمها إلى مقبرة الشيخ عمر بعد أن دفن فيها الشيخ عمر السهروردي، وهي تضم الآن منارة القبة المسماة باسمهِ.
تاريخ البناء والترميم:
يعود بناء هذا الجامع إلى القرن السابع الهجري/القرن الثاني عشر الميلادي، وقد نسب اسم الجامع إلى الشيخ عمر السهروردي الذي دفن في المقبرة الوردية، وقد جدد عمارته إسماعيل باشا ثم جدد في عام 1320هـ/1902م، وكذلك في عام 1345هـ/1926م، وأهم تعمير وتجديد كان عام 1384هـ/1964م، الذي قامت بهِ وزارة الأوقاف.
فائدة عامة:
أحيّ مسجداً مهجوراً:
إنّ بعض المساجد لا يقصدها إلّا القليل من الناس لأسباب كثيرة، وإنّ هذه المساجد هي خصم لنا يوم القيامة وستشكو إلى الله عزّ وجلّ هجرانه، ويشير تعالى إلى هذه النقطة في كتاب العزيز فيقول، (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلّاَ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِين)[1]، فالمقصود من العمران ليس هو تشييد البناء فحسب بل الحضور فيها وإحياؤها بالذكر الّذي هو نوع من العمران بل أهمّ أنواعه وبالتالي يكون كلّ عمل يبعد الناس عن المساجد ويبعد المساجد عن دورها ظلماً كبيراً.
قد جاء في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجد خراب لا يُصلّي فيه أهله، وعالم بين جهَّال، ومصحفٌ معلّق قد وقع عليه الغبار لا يُقرأ فيه»[2].
المصدر: بيوت المتقين (81) شهر صفر 1442هـ