ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم

1- عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) لَمْ أَحْفَظْ اسْمَه قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: (إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (عليه السلام) أُعْطِيَ حَرْفَيْنِ كَانَ يَعْمَلُ بِهِمَا وأُعْطِيَ مُوسَى(عليه السلام) أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ وأُعْطِيَ إِبْرَاهِيمُ(عليه السلام) ثَمَانِيَةَ أَحْرُفٍ وأُعْطِيَ نُوحٌ(عليه السلام) خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً وأُعْطِيَ آدَمُ(عليه السلام) خَمْسَةً وعِشْرِينَ حَرْفاً وإِنَّ الله تَعَالَى جَمَعَ ذَلِكَ كُلَّه لِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وإِنَّ اسْمَ الله الأَعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وسَبْعُونَ حَرْفاً أُعْطِيَ مُحَمَّدٌ(صلى الله عليه وآله) اثْنَيْنِ وسَبْعِينَ حَرْفاً وحُجِبَ عَنْه حَرْفٌ وَاحِدٌ) [1].

2- عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُه يَقُولُ: (اسْمُ الله الأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وسَبْعُونَ حَرْفاً كَانَ عِنْدَ آصَفَ حَرْفٌ فَتَكَلَّمَ بِه فَانْخَرَقَتْ لَه الأَرْضُ فِيمَا بَيْنَه وبَيْنَ سَبَأٍ فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِيسَ حَتَّى صَيَّرَه إِلَى سُلَيْمَانَ ثُمَّ انْبَسَطَتِ الأَرْضُ فِي أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ وعِنْدَنَا مِنْه اثْنَانِ وسَبْعُونَ حَرْفاً وحَرْفٌ عِنْدَ الله مُسْتَأْثِرٌ بِه فِي عِلْمِ الْغَيْبِ) [2].

3- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ قَالَ أَخْبَرَنِي شُرَيْسٌ الْوَابِشِيُّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: (إِنَّ اسْمَ الله الأَعْظَمَ عَلَى ثَلَاثَةٍ وسَبْعِينَ حَرْفاً، وإِنَّمَا كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلَّمَ بِه فَخُسِفَ بِالأَرْضِ مَا بَيْنَه وبَيْنَ سَرِيرِ بِلْقِيسَ حَتَّى تَنَاوَلَ السَّرِيرَ بِيَدِه ثُمَّ عَادَتِ الأَرْضُ كَمَا كَانَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ونَحْنُ عِنْدَنَا مِنَ الِاسْمِ الأَعْظَمِ اثْنَانِ وسَبْعُونَ حَرْفاً وحَرْفٌ وَاحِدٌ عِنْدَ الله تَعَالَى اسْتَأْثَرَ بِه فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَه ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ) [3].

الشرح:

قال الإمام أَبو جعفر الباقر(عليه السلام): (إِنَّ اسْمَ الله الأَعْظَمَ عَلَى ثَلَاثَةٍ وسَبْعِينَ حَرْفاً)، أي على ثلاثة وسبعين لغة مثل قوله (عليه السلام): (نزل القرآن على سبعة أحرف)، فإنّ المراد أنّه على سبع لغات من لغات العرب كلغة قريش ولغة هذيل ولغة هوازن ولغة اليمن وغيرها، أو على ثلاثة وسبعين وجهاً وجانباً مثل قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف)، أي على وجه واحد وهو أن يعبده في السرّاء دون الضرّاء، والمراد حينئذ أنّ الاسم الأعظم له جهات متعدّدة ووجوه مختلفة على هذا العدد يحصل من كلّ وجه غير ما يحصل من الوجه الآخر. وأمّا القول بأنّه مركّب من حروف التهجي على هذا العدد فبعيد.

قوله (عليه السلام): (فَخُسِفَ بِالأَرْضِ مَا بَيْنَه وبَيْنَ سَرِيرِ بِلْقِيسَ حَتَّى تَنَاوَلَ السَّرِيرَ بِيَدِه)، خسف المكان ويخسف خسوفاً: ذهب في الأرض، وخسف الله به الأرض خسفاً أي غاب به فيها، وفيه دلالة على أنّ الأرض الّتي بينه وبين السرير غابت في الأرض فوصل يده إليه، وقيل: انخرقت الأرض وتحرّك السرير إليه في تلك المدّة القليلة والمسافة بينهما كانت مسيرة شهرين.

قوله (عليه السلام): (ونَحْنُ عِنْدَنَا مِنَ الِاسْمِ الأَعْظَمِ)، اسم الله الأعظم اسم أودع الله معرفته عند خاصّة أوليائه، العارفين به، المخلصين له، وهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) فهم مبلغ الكمال وذروته، قال الله تعالى: (الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ المِصبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيتُونَةٍ لاَ شَرقِيَّةٍ وَلاَ غَربِيَّةٍ يَكَادُ زَيتُهَا يُضِيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضرِبُ الله الأَمثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ)[4].

واسمٌ الله الأعظم من ثلاث وسبعين حرف، أودع الله عند أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) اثنان وسبعين حرف واختصّ بواحد لنفسه.

وورد كثيرا اشتمال بعض السور والأدعية على الاسم الأعظم، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض أصحابه: (ألا أعلمك الاسم الأعظم قال: بلى قال: اقرأ الحمد والتوحيد وآية الكرسي والقدر ثم استقبل القبلة وادع بما شئت)[5].

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (من قال بعد صلاة الفجر: بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم مائة مرة كان أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها، وإنه دخل فيها اسم الله الأعظم)[6].

وذكر الراوندي في قصصه بإسناده إلى الصادق عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لما اجتمعت اليهود إلى عيسى (عليه السلام) ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرائيل (عليه السلام) فغشاه بجناحه فطمح عيسى (عليه السلام) ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناح جبرئيل وهو: (اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ثبتت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه)، فلما دعا به عيسى (عليه السلام) أوحى الله تعالى إلى جبرئيل أن أرفعه إلى عندي ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا بني عبد المطلب صلوا ربكم بهذه الكلمات فو الذي نفسي بيده ما دعا بهن عبد بإخلاص نيته إلا اهتز العرش وإلا قال الله للملائكة اشهدوا قد استجبت له بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ثم قال لأصحابه سلوا بها ولا تستبطئوا الإجابة)[7].

مجلة بيوت المتقين العدد (68)

 


[1] الكافي، الشيخ الكليني: ج١، ص230.

[2] الكافي، الشيخ الكليني: ج١، ص230.

[3] الكافي، الشيخ الكليني: ج١، ص230.

[4] سورة النور:35.

[5] المصباح: ص308.

[6] البحار: ج83، ص162.

[7] مهج الدعوات: ص313.