- عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهَ (عليه السلام) قَالَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ، قَالَ: «وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهَ (صلى الله عليه وآله) ومِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام)». قَالَ، قُلْتُ: إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّه يُقْذَفُ فِي قُلُوبِكُمْ ويُنْكَتُ فِي آذَانِكُمْ، قَالَ: «أَوْ ذَاكَ»)[1].
2- عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ لأَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام) رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهَ (عليه السلام) أَنَّه قَالَ: «إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ ومَزْبُورٌ ونَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ ونَقْرٌ فِي الأَسْمَاعِ»، فَقَالَ: «أَمَّا الْغَابِرُ فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا، وأَمَّا الْمَزْبُورُ فَمَا يَأْتِينَا، وأَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ فَإِلْهَامٌ، وأَمَّا النَّقْرُ فِي الأَسْمَاعِ فَأَمْرُ الْمَلَكِ»[2].
3- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَمِّه حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ عَلِيٍّ السَّائِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الأَوَّلِ مُوسَى(عليه السلام) قَالَ، قَالَ: «مَبْلَغُ عِلْمِنَا عَلَى ثَلَاثَةِ وُجُوه مَاضٍ وغَابِرٍ وحَادِثٍ، فَأَمَّا الْمَاضِي فَمُفَسَّرٌ، وأَمَّا الْغَابِرُ فَمَزْبُورٌ، وأَمَّا الْحَادِثُ فَقَذْفٌ فِي الْقُلُوبِ ونَقْرٌ فِي الأَسْمَاعِ، وهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا ولَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا»[3].
الشرح:
قوله (عليه السلام): «مَاضٍ وغَابِرٍ وحَادِثٍ» الغابر الباقي والماضي من الأضداد والمراد به هنا الثاني.
وقوله (عليه السلام): «فَأَمَّا الْمَاضِي فَمُفَسَّرٌ»، يعني الماضي الذي تعلّق علمنا به، وهو كل ما كان مفسّراً لنا بالتفسير النبوي، والغابر المحتوم الذي تعلّق علمنا به، وهو كل ما يكون مزبوراً مكتوباً عندنا بخط علي (عليه السلام)، وإملاء الرسول (صلى الله عليه وآله) وإملاء الملائكة، كما مرّ في تفسير الجامعة ومصحف فاطمة (عليها السلام).
والحادث الذي يتعلّق علمنا به، وهو كل ما يتجدّد في إرادة الله تعالى، ويحتمه بعدما كان في معرض البداء قذف في قلوبنا بإلهام ربّاني، ونقر في أسماعنا بتحديث الملك، وهذا القسم الأخير أفضل علمنا؛ لاختصاصه بناء ولحصوله لنا من الله بلا واسطة بشر، بخلاف الأوّلين؛ لحصولهما بالواسطة ولعدم اختصاصهما بنا، إذ قد اطلع على بعضها بعض خواص الصحابة، مثل سلمان، وأبي ذر، بإخبار النبي(صلى الله عليه وآله) وبعض خواص أصحابنا: مثل زرارة وغيره، بقراءة بعض مواضع كتاب علي(عليه السلام).
وقوله(عليه السلام): «ولَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا»، دفع بذلك توهّم من يتوهّم أن كل من قذف في قلبه ونقر في سمعه فهو نبي، وهذا التوهّم فاسد؛ لأنّه محدث والمحدّث ليس بنبي كما بينا.
مجلة بيوت المتقين العدد (82)