نواب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

هل يوجد حديث أَو نص يدل على أنّ الفقهاء، أَو العلماء هم نُوّاب الإمام المهدي (عليه السلام) في زمن الغيبة الكبرى؟

يُستفاد من بعض النصوص الواردة عن أَهل البيت (عليهم السلام) إِنّ الفقهاء هم من ينوب عن الامام (عليه السلام) في زمن الغيبة، واليك بعض من تلك النصوص:

ما رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: «لَوْلاَ مَنْ يَبْقَى بَعْدَ غَيْبَةِ قَائِمِكُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ الدَّاعِينَ إِلَيْهِ، والدَّالِّينَ عَلَيْهِ، والذَّابِّينَ عَنْ دِينِهِ بِحُجَجِ اللهِ، والْمُنْقِذِينَ لِضُعَفَاءِ عِبَادِ اللهِ مِنْ شُبَّاكِ إِبْلِيسَ ومَرَدَتِهِ، ومِنْ فِخَاخِ النَّوَاصِبِ، لَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلّا ارْتَدَّ عَنْ دِينِ اللَّهِ ....»[1].

  وما رُوِيَ عَنْ دَاود بْنِ اَلحُصْينِ عَنْ أَبِي عَبَدِ اَلله(عليه السلام) في رجلين اتفقا على عدلين، جعلاهما بينهما في حكم وقع بينهما فيه خلاف، فرضيا بالعدلين، فاختلف العدلان بينهما، على قول أَيهما يمضي الحكم؟ قال: «ينظر إِلى أَفقههما وأَعلمهما بأحاديثنا، وأَورعهما، فينفذ حكمه، ولا يلتفت إِلى الاخر»[2].

  فالإمام(عليه السلام) في الرواية الأولى ذكر صريحا أَنّ في غيبة الامام(عليه السلام) يكون الرجوع الى العلماء الفقهاء، وفي الرواية الثانية قال (ينظر إِلى أَفقههما وأَعلمهما بأحاديثنا) وهذانِ الوصفانِ اللذّان ذكرهما الامام (عليه السلام) ينطبقان على الفقهاء في هذا الزمان، بل الفقهاء هم المصداق الأوضح، إن لم يكن الأوحد لهذين الوصفين.

  وعن الإمام العسكري(عليه السلام) «فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسهِ حافظاً لدينهِ مخالفاً لهواه مطيعاً لإمر مولاه فللعوام ان يقلدوه»[3].

  أَمّا في هذا الحديث فالأمر واضح وجلي بأن الفقهاء هم من يرجع إِليهم الناس في حالة عدم وجود الامام (عليه السلام). 

  هذه بعض الروايات التي دلت على أَنّ الفقهاء هم الذين ينوبون عن الامام (عليه السلام) في زمن الغَيبة.

مجلة اليقين العدد (31)


[1] الاحتجاج: ج2، ص502.

[2] من لا يحضره الفقيه: ج3، ص8.

[3] الوسائل: ج٢٧، ص١٣١.