وأطيعوا الرسول(صلى الله عليه وآله)

من تمام الإيمان وكمال دين المرء هو الطاعة والامتثال لله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله) دون أدنى تكاسل أو اعتراض، أو تذمر، كذلك الأئمة(عليهم السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد أحسن الأصحاب(رضي الله عنهم) الطاعة وامتثال توصيات النبي(صلى الله عليه وآله) وأوامره بدقة لأنهم يعلمون أنه لا ينطق إلا عن أمر ربه، منهم الصحابي حذيفة بن اليمان(رضي الله عنه).

تعالوا ننظر حذيفة بن اليمان كيف أطاع النبي(صلى الله عليه وآله) في مهمة صعبة تعرّض حياته للخطر، في معركة الخندق التي حدثت في الثالث من شوال سنة 5 للهجرة على إحدى الروايات.

قال حذيفة(رضي الله عنه): قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) في معركة الخندق: «يا حذيفة اذهب فادخل في القوم، فانظر ماذا يفعلون، و لا تُحدّثن شيئاً حتى تأتينا».

فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدراً، ولا ناراً، ولا بناء.

فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟

فقال: فلان بن فلان.

ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل، ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه، ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إليّ أن لا تحدّث شيئاً حتى تأتيني لقتلته بسهم»[1].

قد ضرب حذيفة(رضي الله عنه) مثالاً حقيقياً للطاعة والإيمان، حيث تمكن من قتل رأس جيش الشرك أبي سفيان، لكنه لم يفعل امتثالاً لأمر النبي(صلى الله عليه وآله).

ويعدّ حذيفة بن اليمان(رضي الله عنه) من المسلمين الأوائل، هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي(صلى الله عليه وآله)، آخى النبي(صلى الله عليه وآله) بينه وبين عمار بن ياسر(رضي الله عنه).

شهد أُحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهو أحد أركان أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام).

توفي حذيفة بن اليمان(رضي الله عنه) سنة ست وثلاثين هجرية.

مجلة ولاء الشباب العدد (62)

 


[1] الثقات، ابن حبان: ج1، ص273.