وقد تمثل هذا الفتح المبين كما تصوره الرؤية الجديدة لصلح الإمام الحسن (عليه السلام) بما يلي من النتائج الإيجابية:
1- فضح معاوية أمام أهل الشام بأنه كان ظالما لعلي (عليه السلام) وأنه كان يقاتله من أجل الملك، وليس من أجل مبدأ أو الأخذ بثار دم عثمان كما كان يزْعُم.
2- اتضاح حقيقة الإمام علي وولده الإمام الحسن (عليهما السلام) بأنهما إماما هدى منصوص عليهما وليسا طلاب ملك.
3- توحيد شِقَّي البلاد الإسلامية واختلاط العراقيين مع الشاميين، الذين أخذوا ينظرون إليهم وإلى قائدهم الإمام الحسن (عليه السلام) نظرة محبة وإعجاب بهم وإكبار لهم، يستمعون إليهم، يروون لهم بتفاعل مدهش ثقافة الولاء للإمام علي (عليه السلام) التي تؤسسها أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) وسيرة الإمام علي (عليه السلام) المشرقة.
4- إرجاع هيبة الأمة في قلوب أعدائها -الروم الشرقيين - على الجبهة الشمالية الشرقية.
5- أخيرا تخليص الكوفة عاصمة مشروع النهضة الإحيائية للإمام علي (عليه السلام) ومركز رجالاتها من إرهاب داخلي كان على أبوابها، قام به الخوارج التكفيريون، وقد نفذوه أولاً بالإمام علي (عليه السلام)، ومن ثم انطلاقة الكوفيين لنشر أخبار هذه النهضة وموضوعها في أهل الشام.
وساد الأمان في الأمة كلها عشر سنوات بعد توقيع وثيقة الصلح وبرز الإمام الحسن (عليه السلام) مرجعاً دينياً إلهيا ومِن قَبله أبوه علي (عليه السلام) ومِن بعده أخوه الحسين (عليه السلام) نصّت عليهم الأحاديث النبوية، ليأخذ عنهم دين الله الذي جاء به النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً، وعرف الشاميون وغيرهم، من عبادته وعلمه وحسن خلقه وكرمه واهتمامه بقضاء حوائج الناس ما ذكّرهم بأبيه (عليه السلام) وبجده النبي (صلى الله عليه وآله).)
ثم غدر معاوية بالإمام الحسن (عليه السلام) بعد عشر سنوات غدرا مبينا حين دس له السُّم، ونقض شروط الصلح ولاحق شيعة العراق بما هو معروف وواضح في كتب التاريخ.