ظواهر ترافق القوارير في الشهر الكريم

ما أن يُعلن عن بُزوغ هِلال الشَّهر الكريم من خلال بيانات مكاتب المراجع (أيدهم الله) في الإعلام والمساجد حتى تأخذ الناس بالاستعداد لاستقبال هذا الضيف الجديد الذي يطرقنا في كلِّ سنةٍ وفي كلِّ عام، فتقوم المساجد والحسينيات والأُسر المسلمة بأخذ الاستعداد التام لتغطية هذا الشهر الكريم بما يحتاجه الناس من الزاد المعنوي والمادي.

 لكننا لو أدرنا العين لبعض الزوايا فإننا سنجد بعض السلبيات التي تصدر من الفتيات أو العوائل المسؤولة عن رعاية بناتها دون أيِّ فقاهةٍ أو التزام، ودون أن نَجد عَزماً واضحاً لمعالجتِها.

 يمكننا أن نجمل تلك السلبيات في ثلاث نقاط هي:

1- انسلاخ الكثير العادات الإيمانية من الفتيات بمجرد انتهاء الشهر الفضيل وانقضاء أيامه المباركة، فيرجعن إلى ما كُنَّ عليه قبل الشهر الكريم، فتُضيّعُ الصلواتُ ويُهجر القران ويُحيى التبرج والابتذال.

 وهذه الحالة السيئة ربما لا تختص بفتياتنا فحسب، بل هي مشكلة تكاد أن تكون عامةً، فما أن يعلن عن هلال شهر شوال فسرعان ما تزول أكثر العادات والممارسات الرمضانية الطيبة، التي دأبنا على المواظبة عليها خلال الشهر الكريم، ومنها تضييع صلاة الفجر، وهجران الكتاب الكريم، وترك الأدعية وصلاة الليل وغيرها.

 وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على عدم أخذ شهر رمضان دوره في النفوس، ولم يكن بالمستوى الذي جعل تلك العبادات الشريفة مختومةً في صدورنا ومطبوعة على جوارحنا، كي نواظب عليها فيما بعد من الأشهر والأيام.

2- الإفطار المتعمد من قبل طالباتنا في المدارس والكليات من دون تروٍّ وتعلّمٍ للحكم الصحيح، لا سيما طلبة المراحل المنتهية التي تتزامن امتحاناتهم مع أيام الصيام المباركة، وهذه مشكلة لم تُعالج بصورة صحيحة لا من قبل الوزارة ولا من قبل عوائل تلك الطالبات.

3- عدم معرفة السن الشرعي للتكليف لدى الفتيات، فيبلغنَ شرعاً دون معرفة ذلك من قبل أنفسهنَّ أو أوليائهنَّ، وهذا من الأخطاء الشائعة والمتفشية في الوسط المسلم إلا من رحم الله تعالى، مما يتسبب ذلك الجهل بالتكليف تحمل البنت قضاء الصلاة والصيام لسنين عديدة مع الأسف.

 وربما لا تتحمل البنت هذا الخطأ، لأنه يستبعد منها -بحسب طبيعة عمرِها وإدراكِها- الالتفاتُ إلى التكليف والالتزام به من دون مساعدة أهلهِا أو من يقوم مقامهم كمعلماتها في المدرسة أو زميلاتها المتدينات.

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (7)