ظلامة الزهراء (عليها السلام) وعلماء التشيع

هناك شبهة في أذهان بعض المسلمين، بل بعض المنتمين لمذهب الحق (كما نشاهده ممن شذّ عن معتقدات هذا المذهب الشريف وزحزح عن الحق وأهله) أنّ ظلامة الزهراء (عليها السلام) ليس مجمعاً عليها بين علماء المذهب، فهي خلافية بينهم، وما دامت خلافية فليس من الضروري أن يعتقد بها الإنسان الموالي!

وجوابها:

  نسرد لكم بعض أقوال علماء الطائفة في هذا الشأن؛ ليتبيّن لكم أنّها خلافية أم وفاقية:

1-    قال شيخ الطائفة الإمام الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (المتوفى سنة 460 هـ)‍ - وهو تلميذ الشيخ المفيد، والشريف المرتضى-:

«ومما أنكر عليه: ضربهم لفاطمة (عليها السلام). وقد رُوي أنّهم ضربوها بالسياط.

والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة: أنّ عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت، فسُمّي السقط (محسّنا)، والرواية بذلك مشهورة عندهم. وما أرادوا من إحراق البيت عليها، حين التجأ إليها قوم، وامتنعوا من بيعته.

وليس لأحد أن يُنكر الرواية بذلك، لأنّا قد بيّنا الرواية الواردة من جهة العامة، من طريق البلاذري، وغيره. ورواية الشيعة مستفيضة به، لا يختلفون في ذلك»[1].

2- قال العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قدس سره): «طفحت واستفاضت كتب الشيعة، من صدر الإسلام والقرن الأول، مثل كتاب سُليم بن قيس، ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده، بل وإلى يومنا هذا، كلّ كتُب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمّة، وأبيهم الآية الكبرى، وأمّهم الصديقة الزهراء (صلوات الله عليهم أجمعين)، وكلّ مَن ترجم لهم، وألّف كتاباً فيهم، وأطبقت كلمتهم تقريباً، أو تحقيقاً في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة: أنّها بعد رحلة أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها، ولطموا خدّها، حتى احمرّت عينها، وتناثر قرطها، وعصرت بالباب حتى كُسر ضلعها، وأسقطت جنينها، وماتت وفي عضدها كالدملج.

  ثمّ أخذ شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، هذه القضايا والرزايا، ونظموها في أشعارهم، ومراثيهم، وأرسلوها إرسال المسلمات: من الكميت، والسيد الحميري، ودعبل الخزاعي، والنميري، والسلامي، وديك الجن، ومن بعدهم، ومن قبلهم إلى هذا العصر إلخ..»[2].

  وبعد سرد هذين القولين يمكننا القول: إنّ المنكر لظلامة الزهراء (عليها السلام) أو المشكّك فيها فهو شاذّ عن جماعة الحق.

المصدر: مجلة اليقين، العدد (69)، الصفحة (10).

 


[1] تلخيص الشافي، الشيخ الطوسي: ج3، ص156.

[2] جنة المأوى، كاشف الغطاء: ص78 ـ 81.