صورة من الإيثار

عُرِفَ المرحوم آية الله الشيخ جواد البلاغي النجفيّ بمؤلفاته التي ناقش فيها الماديين واليهود والنصارى والطبيعيين (أي الذي لا يؤمنون بوجود الله تعالى، ويقولون بأن الخلق جاء بالصدفة الطبيعية).

وهو بهذه الكفاءة العلمية والنشاط كان يعيش غاية الفقر والحاجة، إذ كان بيته في النجف الاشرف كبيت الفقراء، وفرشه لا يعدو عن كونه حصيراً من سعف النخيل.

والغريب أنه حينما أراد أن يطبع مؤلفاته، لم يكن لديه من المال شيء، فباع بيته وطبع مؤلفاته بثمنه إنّها من صور الإيثار في سبيل نشر الدين الإسلامي وردّ الضلال.

عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: (الإيثار أحسن الإحسان وأعلى مراتب الإيمان)[1].

وعنه (عليه السلام): (الإيثار أفضل عبادة وأجل سيادة)[2].

وعن أبي الطفيل: اشترى علي (عليه السلام) ثوباً فأعجبه فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة الجنة)[3].

 


[1] ميزان الحكمة: ج1، ص 16.

[2] نفس المصدر.

[3] نفس المصدر: ج1، ص18.