بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنُريدُ أَن نَمُنَ عَلى الَذينَ اسْتُضْعِفُوا في الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَةً ونجْعَلَهُمُ الْوَارِثينَ). [1]
قضية الإمام المهدي قضية أمّمية: ليس المهدي(عليه السلام) تجسيداً لعقيدة كلامية ذات طابع ديني فحسب بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها وصياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله - على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب - أن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض، تحقق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرِّ التاريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناءٍ طويل، بل لم يقتصر الشعور بهذا اليوم الغيبي والمستقبل المنتظر على المؤمنين دينياً بالغيب، بل امتدَّ إلى غيرهم أيضاً وانعكس حتى على أشدِّ الايديولوجيات والاتجاهات العقائدية رفضاً للغيب والغيبيات كالمادية الجدلية التي فسَّرت التاريخ على أساس التناقضات وآمنت بيوم موعود تصفى فيه كل تلك التناقضات ويسود فيه الوئام والسلام، وهكذا نجد أن التجربة النفسية لهذا الشعور التي مارستها الإنسانية على مرّ الزمن من أوسع التجارب النفسية وأكثرها عموماً بين أفراد الانسان.
وحينما يدعم الدين هذا الشعور النفسي العام ويؤكِّد أن الأرض في نهاية المطاف ستمتلئ قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً يعطي لذلك الشعور قيمته الموضوعية ويحوله الى إيمان حاسم بمستقبل المسيرة الإنسانية، وهذا الإيمان ليس مجرد مصدر للسلوة والعزاء فحسب، بل مصدر عطاء وقوة فهو مصدر عطاء لأن الإيمان بالمهدي ايمان برفض الظلم والجور حتى وهو يسود الدنيا كلها، وهو مصدر قوة لانهائية، لأنه بصيص نور يقاوم اليأس في نفس الإنسان ويحافظ على الأمل المشتعل في صدره مهما ادلهمَّت الخطوب وتعمق الظلم، لأن اليوم الموعود يثبت أن بإمكان العدل أن يواجه عالماً مليئاً بالظلم والجور فيزعزع ما فيه من أركان الظلم ويقيم بناءه من جديد، وإن الظلم مهما تجبَّر وامتدَّ في أرجاء العالم وسيطر على مقدراته فهو حالة غير طبيعية ولا بد أن ينهزم، وتلك الهزيمة الكبرى المحتومة للظلم وهو في قمة مجده يضع الأمل كبيراً أمام كل فرد مظلوم وكل أمة مظلومة في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء.
الإسلام رسالة أمل:
إننا نطالب أي إنسان معاصر يعلن تفاؤله وأمله في مستقبل الإنسانية أن يقنعنا بخطة ممكنة وفكرة محتملة للإصلاح العالمي والتغيير الشامل؟ ونحن نعتقد أن المنبع الوحيد لروافد الأمل والتفاؤل هو الإسلام فقط والذي يؤكد في نصوصه وتعاليمه ضرورة انبثاق فجر السعادة في تأريخ الإنسانية، ويصر على حتمية انتصار واقع العدالة والأمن والاستقرار على جحافل الظلم والشقاء والألم الذي يؤطر حياة الإنسان عبر التاريخ، الإسلام والإسلام وحده يحمل للإنسان رسالة أمل وفكرة تفاؤل تنقذ الإنسان من قلق اليأس القاتل تدعمها خطة إصلاحية شاملة وتصور تغييري متكامل، وبعد مرور أربعة عشر قرنا من عمر هذه الرسالة الخالدة يتضح جليا هذا المعنى، إذ جربت الإنسانية حظها أكثر من مرة في وضع نظام يحقق لها العدل والصلاح في الحياة فلم تفلح، ولعل من علل وحِكَم غيبة الإمام (عليه السلام) أن تستنفد البشرية أفكارها في هذا المجال، فتُذعن بعد ذلك لممثل السماء وهو يرسم للناس طريق الخلاص الإلهي من الظلم والفساد.
مجموعة كبيرة من آيات القرآن الحكيم تؤكد هذه الحقيقة وتبشر بعهد سعيد لابد وأن يسود العالم وتنعم البشرية بالأمن والرخاء والعدالة والحرية وجميع مستلزمات الحياة الكريمة (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [2].
فالإسلام ما هو إلا امتداد للرسالات السماوية السابقة والتي تبشر كلها بمستقبل سعيد للإنسانية فلابد وأن يكون حكم الأرض وسيادة العالم للطليعة المؤمنة الصالحة، وحينما يكون الحكم بيد طليعة مؤمنة صالحة فتلك هي فرصة السعادة وعهد الرخاء.
ويقول تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) [3]، فالرسل هم دعاة السعادة والعدالة والحرية وأتباعهم الذين نذروا أنفسهم لخدمة تلك الأهداف المقدسة، هؤلاء الرسل وأتباع الرسل كم عانوا من الأذى والألم والاضطهاد، إن معاناة الرسل والأتباع أشد من معاناة سائر الناس، لأن الرسل وأتباعهم كانوا يتزعمون جبهة النضال والجهاد من أجل سعادة البشرية وكرامتها ولذلك فقد اتجهت حراب الظلم والطغيان نحو صدورهم السامية مما صيّر حياة الأنبياء وأتباعهم قطعة من الألم والعذاب في سبيل الله، ولكن الله تعالى يتعهد لجميع الرسل والمؤمنين بأهدافهم النبيلة.. يتعهد بإتاحة الفرصة لهم في هذه الحياة ليقطفوا ثمار جهادهم وجودهم وليتذوقوا حلاوة النصر العاجلة في الدنيا بالإضافة إلى ثواب الله الآجل في الآخرة.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [4]، وقد تكررت هذه الآية ثلاث مرات في القرآن الكريم لتؤكد وعد الله بسيطرة الدين الإسلامي على ربوع المعمورة وظهوره الفعلي والتطبيقي بعد فشل جميع المبادئ والأديان الأخرى.
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [5].
إنها لآيات صريحة كلها تؤكد انتصار الحق أخيراً وأخذه بزمان العالم إلى شاطئ الأمن والإيمان، ولاشك أن هذه الوعود لم تتحقق فيما مضى من تاريخ الإنسان وليست متحققة في واقع الإنسان المعاصر، فليس أمامنا إذن إلا التشكيك بصدق هذه الوعود -والعياذ باللّه- أو الإيمان بأنها ستحقق في المستقبل، وإذا كان لا يمكننا التشكيك في صحة هذه الوعود وصدقها لأنها (وَعْدَ الله لاَ يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ) [6] و(إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) [7]، فلابد لنا إذن من الاطمئنان بأن هذه الوعود ستصبح حقيقة واقعة في مستقبل الحياة وإن طال الأمد.
مفهوم الانتظار في مدرسة التشيع:
عن يمان التمّار قال: كنّا عند أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) جلوساً فقال لنا: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينة كالخارط للقتاد ثم قال: هكذا بيده، فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ثم أطرق مليّاً، ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه[8].
مفهوم الانتظار الذي ينبغي أن يتمثله الإنسان المسلم إضافة إلى ما يعنيه من العمل على التهيئة والإعداد للإمام المنتظر(عج) في الإصلاح والتغيير، كذلك هو الثبات على الولاية والتمسّك بالعقيدة المهدوية في زمن التشكيكات والمشككين، فإن انتظار المهدي ثبات على الولاية والثبات على الولاية ثبات على الدين وهو أفضل أعمال الإنسان في زمن الغيبة.
وفي ضوء ما تعطيه اللغة لمعنى (الانتظار) حين تحدده بالترقب والتوقع.. قد يتوهم: أن علينا أن نعيش في فترة الغيبة مترقبين لليوم الموعود الذي يبدؤه الإمام المنتظر(عليه السلام) بالقضاء على الكفر وبالقيام بتطبيق الإسلام، لتعيش الحياة تحت ظلاله في دعة وأمان غير معتنين على القيام بمسؤولية تفعيل الإسلام في حياتنا بكل مجالاتها وبخاصة مجالها السياسي بدافع من إيماننا بأن مسؤولية تحكيم الإسلام في كل مجالات الحياة هي وظيفة الإمام المنتظر(عليه السلام) فلسنا بمكلفين بها الآن.
وقد يتوهم بأنها من عقيدة الشيعة فتتحول عقيدتنا بالإمام المنتظر فكرة تخدير عن القيام بالمسؤولية المذكورة بسبب هذا التوهم إلا أننا نحاول تجلية واقع الأمر بما يرفع أمثال هذه الألوان من التوهم نجد أن منشأ هذه المفارقة هو محاولة عدم الفهم أو سوء الفهم في الواقع.
وذلك لأن ما يفاد من الانتظار في إطار واقعه كلازم من لوازم الاعتقاد بالإمام المنتظر(عليه السلام) يتنافى وهذه الألوان من التوهم تمام المنافاة، لأنه يتنافى وواقع العقيدة الإسلامية التي تضم عقيدة الإمامة كجزء مهم من أجزائها.
ومما يجدر أن نعرفه في هذا الصدد: ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي(عليه السلام) أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم وما يجب عليهم من نصرته والجهاد في سبيله والأخذ بأحكامه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...بل المسلم أبداً مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته (كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤلٌ عنْ رَعِيَّتِهِ) [9].
إذن ما هو الانتظار؟ إن المراد من الانتظار هو وجوب التمهيد والتوطئة لظهور الإمام المنتظر (عج)وعلى أساس ما تقدم ننتهي إلى النتيجة الآتية وهي: إن الانتظار ليس هو التسليم.. وإنما هو واجب أخر يضاف إلى قائمة الواجبات الإسلامية.
السفارة والسفير:
منذ شهادة مولانا الإمام محمد الجواد(عليه السلام) والظروف السياسية المكتنفة بالطائفة الشيعية وقادتها قد تغيرت وبات من المحتم على الإمام الهادي(عليه السلام) تدريب الشيعة والفرقة الحقّة على نوع جديد من التعامل متمثلاً بالابتعاد عن أُسلوب الاتصال المباشر بالإمام(عليه السلام)، ونتيجة للضغوط الكبيرة والمخاطر الجمّة التي أحاطت بالإمام الهادي(عليه السلام) ومن شايعه واعتقد به حتى إن الإمام كان يوصي أصحابه بعدم اللقاء به بل والسلام عليه علانية حفاظاً على حياتهم ودينهم.
أكد الإمام الهادي(عليه السلام) على أسلوب الاتصال غير المباشر بالشيعة عن طريق الوكلاء أو الرسائل والمكاتبات وسار على ذات النهج الإمام الحادي عشر الحسن العسكري(عليه السلام) الذي ظل مقيماً مجبراً على الإقامة في منطقة العسكر بسامراء إلا أنه صلوات الله عليه استطاع إدارة أمور البلاد والعباد بواسطة وكلائه وقد ذكر التاريخ أسماءهم وألقابهم بل وسيرتهم.
الأمر ذاته انتهجه إمامنا المفدَّى صاحب العصر والزمان وعديل القرآن المهدي المنتظر أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء إلا أن الأمر بات مختلفا عن نهج آبائه بشدة التستر وظهور النيابة الخاصة أو السفارة في فترة الغيبة الصغرى حيث يتصل بالإمام(عليه السلام) نائب واحد هو الوكيل الخاص يأخذ على عاتقه مهام إيصال أوامر الإمام إلى المؤمنين ومنهم إليه يحمل الأسئلة والمطالب.
النواب الأربعة: إنّ الإمام(عليه السلام) في فترة الغيبة الصغرى كان وثيق الصلة بقواعده الشعبية لكن بطريقة تماس تتناسب مع غيبتة(عليه السلام) وهذه الطريقة تمثلت بنص السفراء.
مسألة السفراء من المسائل المهمّة والحساسة في ذلك الوقت:
بمعنى كيف نعرف أنّ هذا الشخص سفير عن الامام سلام الله عليه لا سيما وأنّنا نعلم أن هنالك من ادعى السفارة كذباً باعتبار أنّ مقام السفارة عن الامام مقام مقدس وعظيم وأقرب شيء من مقام المرجع الأعلى الوحيد للطائفة الشيعية كلها في العالم، فلا يبعد أن يتنافس عليه الكثير وأن يدّعيه الكثير، وكان للإمام المهدي(عليه السلام) في زمن الغيبة الصغرى وكما هو معروف ومشهور أربعة نواب وهم: الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي وقد نُسب إلى جدّه لاُمّه الملقَّب بـ «السمّان» ويُقال له: الزيّات الأسديّ. وأمّا لقبه «السمّان» فلأنّه كان يتّجر بالسَّمن تغطيةً على نشاطه وكان الشيعة إذا حملوا إلى الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام) ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى عثمان بن سعيد فيجعله في جراب السمن وزِقاقه ويحمله إلى الإمام(عليه السلام) تقيّةً..[10] وثَّقه الإمام الهادي(عليه السلام) بقوله: «هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدّاه إليكم فعنّي يؤدّيه»[11] ووثَّقه الإمام العسكري(عليه السلام) بمثل ذلك وترحَّم عليه الإمام المهدي(عليه السلام) عند وفاته حينما أرسل رسالة تعزية إلى ولده أبي جعفر.
وقبره عنه بالجانب الغربيّ من مدينة السلام (بغداد)، في شارع الميدان في مسجد الذرب، والقبر في نفس قِبلة المسجد[12].
الثاني: أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري لقّب بالخلاَّني لكثرة اختلائه بأصحابه، وثَّقه الإمام العسكري(عليه السلام) وقال عنه الإمام الحجّة(عليه السلام): «وأمَّا محمّد بن عثمان - رضي الله عنه وعن أبيه من قبل - فإنَّه ثقتي وكتابه كتابي» [13]، كانت وكالته للإمام المهدي(عليه السلام)أطول فترات الوكالة حيث قضاها في بغداد.
كان متواضعاً قال عنه أحمد الدينوري: (فصرت إلى أبي جعفر العمري فوجدته شيخاً متواضعاً عليه مبطنة بيضاء قاعداً على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروّة والفرس ما وجدت لغيره)[14]. وقد استعدَّ لموته وعمل ساجة (خشبة) نقش عليها يوم وفاته وتوفّي في آخر جمادي الآخرة سنة (305هـ) ودفن عند والدته في شارع باب الكوفة ببغداد ومرقده شاخص الآن في منطقة الباب الشرقي يسمّى: مرقد الشيخ الخلاَّني.
الثالث: هو أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، عيَّنه محمّد بن عثمان سفيراً ثالثاً بقوله: (هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر(عليه السلام) والوكيل له والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعوّلوا عليه في مهمّاتكم)[15].
وثَّقه الإمام الحجّة(عليه السلام) بقوله: «نعرفه، عرَّفه الله الخير كلّه ورضوانه وأسعده بالتوفيق، وقفنا على كتابه وثقتنا بما هو عليه، وإنَّه عندنا بالمنزلة والمحلّ اللذين يسرّانه، زاد الله في إحسانه إليه إنَّه وليٌّ قدير» [16].
ولد في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وتوفّي ببغداد في الثامن عشر من شعبان سنة (326هـ)[17].
وكان قوي الإرادة شديد الصلابة في الحق يقول أبو سهل النوبختي: «لو كان الحجّة(عليه السلام) تحت ذيله وقرّض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه» [18].
ومرقده ببغداد جانب الرصافة مشهور معروف مشيَّد عامر، عليه قبّة صغيرة، وفوق دكّة قبره شبّاك مُجلَّل يزدحم عليه الزائرون المتعبّدون، يُعرَف موضع قبره خلف سوق الشورجة التجاريّ ببغداد على جانب شارع الجمهورية، في زقاق غير نافذ، ويُعدّ مرقده من المراكز الشيعيّة في بغداد
الرابع: الشيخ أبو الحسن علي بن محمّد السمري (أو السيمري، أو الصيمري) والمشهور (السمري)، ولد في النصف الثاني من القرن الثالث.[19]
قال الشيخ الطوسي: عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدَّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتَّب، قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمّد السمري قدس سره، فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاَّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً. وسيأتي شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم».
وقد روى أبو نصر هبة الله بن محمّد الكاتب أنَّ قبر أبي الحسن السمري رضي الله عنه في الشارع المعروف بشارع الخلنجي - ببغداد- من ربع باب المحول قريب من شاطي نهر أبي عتاب[20]. وهذا القبر الآن في منطقة السراي في باب المعظَّم ببغداد.
لتحميل الملف اضغط هنا
[1] سورة القصص: آية 5.
[2] سورة الأنبياء: آية 105.
[3] سورة غافر: آية 51.
[4] سورة الصف: آية 9.
[5] سورة القصص: آية 5.
[6] سورة الروم: آية 6.
[7] سورة آل عمران: آية 9.
[8] الكافي للكليني، ج1، باب الغيبة .
[9] بحار الانوار ج72 ص38 .
[10] الغَيبة للشيخ الطوسي214، رجال أبي داود 22.
[11] الغيبة للطوسي: 354/ ح 315.
[12] سفينة البحار للشيخ عبّاس القمّي 25:4.
[13] كمال الدين: 485/ باب 45/ ح 4.
[14] دلائل الإمامة: 521.
[15] الغيبة للطوسي: 371 و372/ الحديث 342.
[16] الغيبة للطوسي: 372/ الحديث 344.
[17] أعيان الشيعة 2: 48.
[18] الغَيبة للطوسي: 391 ح358.
[19] أعيان الشيعة 2: 48.
[20] الغيبة للطوسي: 396/ ح 367.