مالك بن نويرة (رضي الله عنه)

مالك بن نويرة (رضي الله عنه)رئيس قبيلة بني يربوع من بني تميم وصاحب الشرف الرفيع بين العرب حتى ضُرب به المثل في الشجاعة والكرم وإسداء المعروف، وكانت له الكلمة النافذة في قبيلته، حتّى أنّه لما أسلم وجاء إلى قبيلته وأخبرهم أسلموا كلهم على يديه، ولقد كان صاحب منزلة رفيعة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيثُ نصّبه النبي (صلى الله عليه وآله) وكيلاً عنّه في قبض زكاة قومه وتقسيمها على الفقراء، وهذا دليل وثاقته فكان مورد اعتماد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومحط ثقته، ولمّا توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحصل الاختلاف في المدينة حول الخليفة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) قرر مالك بن نويرة أن لا يأخذ الصدقات إلاّ أن يتضح له أمر الخلافة، فلقد كان مالك بن نويرة يعتقد بإمامة وخلافة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ولمّا جاء ه خالد بن الوليد يطلب منه الزكاة دُهش مالك لأنّ خالد بن الوليد جاء ممثلا عن أبي بكر، ومالك بن نويرة لم يسمع النبي (صلى الله عليه وآله) ينص على خلافة أبي بكر، بل الأمر على العكس فإنّ مالك بن نويرة سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حديث الغدير على أنّ الخليفة بعده هو علي بن أبي طالب(عليه السلام).

وهو أول قتيل في خلافة أبي بكر وهو ضحية تعدّي خالد بن الوليد الذي قتله بأمر من أبي بكر مع  جماعة من أفراد من قبيلته، ثم زنّى بامرأته المسلمة المسكينة، جاء خالد بن الوليد إلى قبيلة مالك بن نويرة، ولمّا سمع بهم مالك فرّق قبيلته وأمرهم بحمل أموالهم معهم وجائهم خالد بن الوليد مع جيشه في الليل، فقال مالك لخالد: نحن مسلمون فقال لهم خالد: إذن ضعوا أسلحتكم فوضعوا أسلحتهم وصلى القوم جميعا، وحصل بين مالك وخالد نقاش في أمر الزكاة والإسلام ومع علم خالد أن مالك بن نويرة مسلم ويتشهد الشهادتين، لكن خالد بن الوليد قتل مالكا مع جماعةً من أفراد قبيلته بذريعة منع الزكاة، ثم إنّ خالداً زنى بامرأة مالك في نفس الليلة التي قتل فيها زوجها، وكل هذه التعديات من القتل والزنى لم تحرك غيرة الخليفة ولم يغضب لله ولا للدين ولا للمقتول ظلما ولا للمهتوك عرضها ولا ولا ... ومع ذلك دافع عن خالد بن الوليد . فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ورحم الله مالك بن نويرة شهيد الولاية حيث سقط شهيداً مضرجاً بدمه الطاهر دفاعاً عن سيده وإمامه ووليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فسلام عليه يوم ولد ويوم أُ ستشهد ويوم يُبعثُ ِحياً.

المصدر: مجلة اليقين العدد (10)، الصفحة (7).