هي ديانة برهميّة، أخذت كلمة (فيدا) من اللغة السنسكريتيّة (وهي لغةُ الهند الدينيّة والأدبيّة القديمة)، وتعني علماً أو معرفة أو قانوناً، ولهذا الدين كتبٌ أربعة سُمّيت أناجيل البراهمة، وتختلف الآراء في الفترة التي وجدت أو وضعت فيه تلك الأناجيل، وقد قيل بأنّ هذه الفيدا أقدم من التوراة بآلاف الأعوام، وهي مؤلفة من أسفارٍ أربعة، وهي: (الساما فيدا، الريجا فيدا، الأثارا فيدا، الباجورا فيدا). وهذه الديانة قديمة تُنسب إلى العصور الحجرية، وهي تتضمّن خليط من الطقوس الدينية وتعتمد على التأمّل وتنمية الروح بالرياضات الروحية كاليوكَا ونحوها.
وقد أطلق الغربيّون على تلك الديانة اسم (الهندوكيّة)، لكنّ المنتمين للديانة يستخدمون كلمة (دراما) للتعريف عن ديانتهم، والتي تعني: التفكير والحياة أو نهج الحياة. يعتبر الفيديّون من أقدم الشعوب التي استوطنت شبه القارّة الهنديّة، ويُعتقد بأن يكونوا من شعوب البحر الأبيض المتوسط ذوي البشرةِ السمراء، وقدموا إلى الهند من الجهة الشماليّة الغربيّة، فقد عملوا على تأسيس حضارةٍ مدنيّةٍ هناك وتحديداً في وادي نهر السند، والتي ازدهرت سنة ألفين وخمسمئةٍ قبل الميلاد.
تاريخهم:
يرى العلماء أنّ العنصر الدرفيدي نتج عن امتزاج واختلاط قديم بين العنصر الأبيض (الأوسطي الذي كان يوجد في العراق) مع عنصر الفيديد (الإستراليود)، فكان العنصر الناتج حنطي مسود ويزداد السواد خاصّة كلّما اتّجهنا جنوب الهند، وعند اتّجاهنا شمالاً كان أقل سواداً وحنطية إلى أن يصل إلى البياض التام في شمال الهند وباكستان. والدرافيديون كانت لهم علاقة قديمة بالخليج والجزيرة وبالسومريين جنوب العراق، وهناك من العلماء مَن يقول: إنّ أصول الدرفيد هي جنوب العراق في عصور ما قبل التاريخ، ومنها انتقلوا إلى الهند قبل (8000) عام. وبعضهم يضع اللغة السومرية ضمن اللغات الدرفيدية والعلاقة التجارية بين الدرفيد الهنود والسومريين، ثمّ من بعدهم العرب بقيت إلى فترة متأخرة خاصّة بين حضارة وادي السند ومينائها (كراتشي)، وكذلك الهند وميناء (بومبي) التي يتاجر معها العرب إلى العصر الحديث. ويرى علماء الأنثروبولوجيا (علماء الأجناس البشرية) أنّ شوارع ومدن دول الخليج مليئة بالدرفيد من العمالة الآسيوية؛ وذلك بحكم موقعهم الجغرافي المجاور للجزيرة العربية، ومن القِدم هاجر الكثير من الدرافيديين إلى الجزيرة العربية خاصّة السواحل، وفي دراسة لبعض الأمراض الوراثية وجدت تلك الأمراض في مناطق معيّنة من وسط الهند وبين بعض سكان سواحل الخليج، وهذا يدل على وجود علاقة قديمة، فقد استقر بعض الراحلة أو التجار الدرفيد في منطقة الخليج وذابوا في سكانها أو تزاوج بعض العرب معهم منذ القِدم بحكم الصلات التجارية بينهم، وفي البحرين والشرقية من المملكة العربية السعودية توجد نسبة ملحوظة من الدرفيد وكذلك جنوب العراق.
علاقتهم بالسومريين:
في العشرينات قامت بعثة بريطانية بفحص مجموعة من القبور وقياس بقايا الجماجم والعظام ترجع إلى الفترة العبيدية بين (3500ق.م -5300ق.م) في (أور)، و(كيش)، وتبيّن أنّ أكثر من مئة هيكل عظمي تم دراسته وفحصه يعود إلى مجموعة الدرفيد (الأستراليود) باستثناء هيكلين عظميين اثنين يرجعان إلى العنصر الأوسطي.
ويعتقد العلماء أنّ السومريين ينتمون بالأصل لمجموعة الفيديد اختلطوا بالعنصر الأوسطي الذي كان يسكن بلاد الرافدين، فتكوّن العنصر الدرفيدي، ثمّ اختلط قسم منهم مع مجموعة الأرمنويد القادمة من إيران.
صفاتهم الجسدية:
اكتسب طول القامة والبنية الجسمانية والبشرة الأقل سواداً والشعر الكثيف من العنصر الأبيض الأوسطي بمرور الزمن والرأس العريض والأنف السمين من عنصر الأرمنويد.
البشرة: سوداء أو حنطية متفاوتة السمار.
الرأس: دائري الرأس وبيضاوي الوجه، أو مستدير وكبير الرأس.
الشعر: دهني اللون وناعم أملس.
الجسم: نحيل البنية وقصير أو متوسط القامة.
الأنف: معكوف أو سمين أو مستقيم الأنف (منحني عند نهايته، أو مرتفع عند نهايته).
الفم: صغير الفم والفك السفلي.
الأذن: كبيرة واسعة، وهي أهم العلامات المميّزة بهذه العنصر[1].
ومن خلال ما تقدّم يتبيّن وهن هذه الديانة ونحوها بسبب عدم اتصالها بالسماء وأن تكوينها ناتج من الإنسان نفسه، حيث يبتكر من تلقاء نفسه ديناً له لايستند إلى أيّ مقوّم عقلي ومنطقي في تعاليمه؛ لذلك تجد العجب العجاب في بعض طقوسهم، فهي بالنتيجة ديانات أرضية من صنع الإنسان ضالّة ومضلّة لأتباعها عصمنا الله وإيّاكم من ذلك.
المصدر: مجلة اليقين العدد (69)